خلاف بين زعيمي حركة "حماس" إسماعيل هنية ويحيى السنوار، يظهر إلى العلن، ليكشف بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، عن تضارب واضح في المواقف بينهما، حول المطالب التي يجب تقديمها لوقف إطلاق النار في غزة.ويرى السنوار، وفقاً لوول ستريت جورنال، أن "حماس" لها اليد العليا في المفاوضات، ويدفع من أجل وقف إطلاق النار، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، بينما يرى هنية ضرورة قبل وقف إطلاق النار لـ6 أسابيع لتقديم بعض الراحة لسكان غزة، ثم استغلال الهدنة لاستكشاف إمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.وبين التيار المتشدد والبراغماتي كما وُصف، تستمر الضغوط الدولية في سباق مع الزمن لوقف الحرب قبل شهر رمضان، وتقول الصحيفة إن الدوحة لمّحت بطرد مسؤول الحركة، يحيى السنوار، إن فشلوا في إقناع قادة "حماس" بالموافقة على الصفقة.هل اتخذ السنوار قرار هجوم 7 أكتوبر وحده؟ يقول الكاتب السياسي الفلسطيني خليل شاهين لمنصة "المشهد"، إن جزءا كبيرا من عملية وطبيعة اتخاذ القرار داخل حركة "حماس" تغيّر بعد الانتخابات الأخيرة، التي جاءت بالسنوار ليكون هو رئيس المكتب السياسي في قطاع غزة كما يضيف شاهين أيضاً أن جزءا من المحيطين به، والذين يشاركونه العمل السياسي مع هنية في الخارج، هم موجودون في غزة، لذلك تبدو الأمور أكثر تعقيداً وتداخلاً في حركة "حماس"، في عملية اتخاذ القرار، لكن أرجح أنه تم اتخاذ قرار هجوم السابع من أكتوبر بشكل جماعي، ولا أعتقد أن السنوار قادر على اتخاذ هكذا قرار وحده.ولا يرى شاهين أن مواقف "حماس" خارج غزة تختلف عن مواقف السنوار في داخلها، يقول: أعتقد أن مصادر هذه المعلومات حول خلافات عميقة داخل القيادة السياسية في "حماس"، هي مصادر إسرائيلية، حيث تحاول إسرائيل أن تختلق خلافات عميقة بين هنية والسنوار، لكنها غير موجودة، قد يكون هناك بعض الخلافات لكن ليس هناك خلاف في الرؤية.هل ستقوم قطر بطرد السنوار؟يرى المحلل الفلسطيني أن قطر لن تطرد قيادات "حماس"، مضيفاً: "المفاوضات بشأن الهدنة في غزة، هي من أهم الأوراق التي تلعبها قطر، لتعزيز دورها الإقليمي وعلاقتها مع حركة "حماس"، هناك موقف قطري أُعلن في بداية الحرب من وزير الخارجية القطري، هو أن علاقة قطر مع حركة "حماس" تمت بتوافق دولي، أي أن الولايات المتحدة كانت موافقة على هذه العلاقة، وأنا أزعم أنها ما تزال موافقة".ويضيف شاهين: كذلك هذه العلاقة تخدم الدور القطري في المنطقة، لذلك لا أظن أن قطر ستخسر ورقة حرب غزة، وتطرد قادة "حماس"، وتسلم ورقتها لبلد آخر، لأنهم في حال فعلت ذلك، سيذهبون بكل تأكيد إلى مكان أو بلد آخر. وعلى الصعيد الأميركي، يرى شاهين أن واشنطن لا تريد من الدوحة أن تفعل ذلك، لأن الولايات المتحدة معنية باستمرار الضغط القطري والمصري على قيادات حركة "حماس"، أملاً بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.هل يعوّل السنوار على شبه انتفاضة في الضفة والقدس؟يجيب شاهين عن هذا السؤال قائلا: "السنوار ليس على مشارف تل أبيب ليفعل ذلك، بل هو محاصر في قطاع غزة، لا أتصور أن هناك قياديا متمرسا يضع شروطه وكأنه منتصر، على العكس تماماً أعتقد أن حركة "حماس" تراهن على مخاوف الأطراف الدولية وإسرائيل من نتائج استمرار الحرب خلال شهر رمضان، وتستخدمها كورقة للضغط على إسرائيل للدخول في الهدنة".ويختم المحلل السياسي الفلسطيني خليل شاهين حديثه بالقول: "موقف "حماس" في الداخل والخارج وفي السجون أيضاً، متشابه من حيث الجوهر، الجميع يريد وقف الحرب بأي طريقة، لأن إسرائيل تلقي أطنان من المتفجرات كل يوم فوق رؤوس الفلسطينيين".(المشهد)