ينتخب الديمقراطيون زعيمهم الجديد اليوم السبت، والذي سيتم تكليفه بإعادة بناء حزب لا يزال يتعافى من هزيمة رئاسية ساحقة ويتساءل عن أفضل السبل لمعارضة دونالد ترامب.في اجتماع يعقد في فندق كبير بالقرب من العاصمة الأميركية واشنطن، تعمل قيادة الحزب على تفنيد هزيمتها في نوفمبر الماضي، واختيار من سيضع الإستراتيجية الجديدة للحزب. في مواجهة خيبة الأمل، قال حاكم ولاية ماريلاند ويس مور في الجمعية العامة الجمعة إن "وظيفتنا لا تقتصر على تدبير أمورنا". وأكد هذا النجم الصاعد في الحزب الديمقراطي أن مهمة الحزب ستكون "عدم الاختباء حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة". وقدمت شاستي كونراد رئيسة الحزب الديمقراطي في ولاية واشنطن ملاحظة مماثلة، وقالت لوكالة فرانس برس "لا نستطيع الانتظار حتى الأشهر الأخيرة من الدورة الانتخابية التي تستمر 4 سنوات"، معربة عن رغبتها في استمرار النشاط "طوال العام". ودعت المرشحة لمنصب نائب رئيس الحزب إلى إظهار "جرأة"، في وقت لم يعد العديد من الأميركيين "يثقون بقدرتهم على تحسين الأمور". ومن بين المرشحين الأوفر حظا: بن ويكلر وكين مارتن، رئيسا فرعي الحزب المحليين في ولايتي ويسكونسن ومينيسوتا المتجاورتين في منطقة البحيرات العظمى. "تنافس في كل مكان"والمرشحان غير معروفين نسبيا لعامة الناس، وينبثقان من حركات تقدمية. وهما يؤكدان الحاجة إلى إعادة ربط الديمقراطيين بالطبقات العاملة ونقل المعركة الانتخابية إلى جميع الولايات الأميركية الخمسين، حتى تلك التي ترتكز بقوة على اليمين. وقال كين مارتن (51 عامًا) في بيانه "إذا أردنا أن نكون حزبا وطنيا، يتعين علينا التنافس في كل مكان". وأكد بن ويكلر (43 عامًا) الذي حصل على دعم العديد من زعماء الحزب مثل نانسي بيلوسي وتشاك شومر أن "روح الحزب الديمقراطي تتمثل في النضال من أجل العمال".وفي مواجهة دونالد ترامب الذي عاد إلى الاستفزازات والتجاوزات التي شهدتها ولايته الأولى، أصبحت المعارضة تدرك الآن أنها يجب أن تختار بشكل أفضل معاركها مع الرئيس الجمهوري. رأت شاتسي كونراد أنه يجب "توخي الحذر" موضحة "علينا أن نكون قادرين على التمييز بين الخطاب الوهمي وما يشكل سياسات عنيفة". وهذا ينطبق بشكل خاص على المشهد السياسي المستقطب. وأوضحت أن البعض يرغب "في الاعتقاد أن السياسة الحالية لا تزال كما كانت قبل ثلاثين عاما، وأن إمكان التوصل إلى توافق بين الحزبين لا يزال قائما". وشددت على أن ذلك لا ينطبق "على هذا الحزب الجمهوري تحديدا. فهو لا يهتم، ولا يهتم بالمعايير، ولا يهتم بالمؤسسات". "حرب عصابات"اعتبرت المسؤولة في الحزب الديمقراطي في ولاية كارولاينا الشمالية كاثرين جينز أنه يتوجب على الحزب السعي إلى "استعادة الناخب المتوسط" الذي كان على استعداد للتصويت لمرشحين يستخدمون "خطابا ملؤه الكراهية" مع "الإبقاء على قيمنا الأساسية". وأوضحت أن الوتيرة المحمومة للإعلانات الصادمة التي تصدرها إدارة ترامب تشكل أيضا تحديا على حزبها أن يتعامل معه، بحيث أصبح العديد من أعضائه "مستنزفين" بعد الحملة الانتخابية الأخيرة. وأشارت الناشطة (25 عاما) إلى أن الأمر "ليس لعبة شطرنج" بل "حرب عصابات تتخذ شكلا سياسيا". وبحسب شاتسي كونراد فإن أحد مفاتيح التواصل الأكثر فعالية للحزب يكمن في الوصول إلى أماكن جديدة، أي "الحضور في أماكن كانت في بعض الأحيان غير مريحة" بالنسبة إلى الديمقراطيين. وقالت جينز إنه في عام 2024 "عرفنا في وقت متأخر للغاية أننا في دائرة مغلقة ونعمل فقط على تعبئة قاعدتنا النشطة"، مشيرة إلى توجه الناخبين الشبان من الذكور لصالح اليمين المتطرف. ورأت أنه للخروج مما وصفته بـ"الفقاعة"، يتعين على الحزب الديمقراطي نقل رسالته عبر "البودكاستات الرياضية، وألعاب الفيديو، ومحاولة التأكد من وصولنا إلى المساحات غير السياسية".(أ ف ب)