على وقع القصف والمعارك الضارية التي تقتل العشرات كل يوم، وفي وقت يتسلل فيه الجوع خلسة إلى الخيم ليهاجم سكانها اللاجئين، حلّ اليوم الأول من شهر رمضان المبارك كغيره من الأيام في القطاع المحاصر.بالفعل، لا يمكن الحديث عن أجواء رمضان في غزة الكئيبة والمدمرة والفاقدة لأدنى مقومات الحياة والعيش الكريم. ولا يمكن الطلب من أناس فقدوا القليل والكثير في الأيام الماضية أن يصمدوا ويصبروا ويصلوا في شهر كان من حقهم أي يحلّ عليهم على الأقل بسلام.أجواء رمضان في غزةففي وقت يواصل فيه المجتمع الدولي تعبئته لإيصال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المهدّدين بالجوع والمجاعة، بدأ رمضان في غزة وكأنه تكملة للأيام الماضية. فمنذ فترة طويلة، لم ينعم أهل القطاع بقليل من راحة البال والهدوء ولا حتى بوجبة طعام كاملة يمكنهم الاستغناء عنها خلال اليوم مع حلول الشهر الفضيل.ووسط أنقاض غزة، اتحّد السكان لمواجهة النقص الحاد في الغذاء، وتقول أم كانت عادة تملأ منزلها بالزينة وثلاجتها بالإمدادات اللازمة لوجبة الإفطار: "لم نقم بأيّ استعدادات لاستقبال شهر رمضان، لأننا على صيام منذ 5 أشهر".وفي اليوم 156 للحرب، حلّ العيد فيما يخيّم شبح المجاعة على وقع وفاة 25 شخصا حتى الآن "غالبيتهم أطفال نتيجة سوء التغذية والجفاف والجوع".لا شيء غير الماءوفي غزة المدمّرة، تقول أم وهي تحمل طفلتها الباكية بين ذراعيها: "وصلت إلى حدّ أنني أرضع طفلتي الماء حتى لا تفقد حياتها. أنا مضطرة. ابنتي لا تشبع. لا توجد تغذية لا للأم ولا للطفل، ولا يوجد حليب. وإن توافر، فهو غال ويصعب الحصول عليه".هي حال الأم والطفل والأب والأخوة والكل في غزة حيث "لا طعام سوى المعلبات والأرزّ، والموادّ الغذائية تباع بأسعار مرتفعة خيالية".وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين "الأونروا"، فإن "رمضان يأتي مع انتشار الجوع الشديد واستمرار النزوح والخوف والقلق، وسط تهديدات بعملية عسكرية على رفح".(المشهد)