على عكس آلاف المراهقين الإسرائيليّين الذين استعدوا للانضمام إلى الجيش منذ 7 أكتوبر، فإنّ صوفيا أور من المتوقّع أن تصبح أول فتاة منذ بداية حرب غزة، يتم سجنها لرفضها الخدمة العسكرية بسبب معتقداتها السياسية.وأكدت أور البالغة من العمر 18 عامًا، علنًا عن نواياها، حيث تلقت تهديدات بالقتل والاغتصاب، بحسب صحيفة "تايمز" البريطانية. ووصفها أصدقاؤها على وسائل التواصل الاجتماعي بأنها "يهودية كارهة لذاتها" و"خائنة"، فيما وصفها آخرون بأنها "ساذجة وناكرة للجميل". وقالت أور: "لم أعتقد قط أنني سألتحق بالجيش، حتى عندما كنت صغيرة جدًا.. هناك شعور بأنك تريد خدمة بلدك وحماية بلدك، لكنني اعتقدت أنّ هناك طرقًا أخرى لمساعدة الأشخاص من حولي. أعتقد أنّ من الخطأ أخذ الأطفال وتحويلهم إلى جنود وعدم ترك أيّ خيار لهم فيه". وتُعتبر الخدمة العسكرية في إسرائيل إجبارية منذ فترة طويلة، حيث شعر الكثير من الشباب الإسرائيليّ بدافع إضافيّ للقتال، بعد الهجوم المدمر الذي شنته "حماس" في 7 أكتوبر، وخلّف 1200 قتيل إسرائيلي، واختطاف 240 شخصًا، فيما لا يزال مصير 130 أسيرًا في عداد المفقودين. ويعتقد أكثر من نصف الإسرائيليّين أنّ استمرار الهجوم العسكريّ في غزة، هو أفضل وسيلة لاستعادة الأسرى، وفقًا لاستطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيليّ ونُشر في يناير الماضي. وأشارت إحدى زميلات صوفيا طلبت عدم الكشف عن هويتها، أنها خدمت في الجيش لمدة عامين اثنين، فيما قامت بالتسجيل لمدة 4 سنوات إضافية، لأنها بحاجة إلى المال. وقالت أور، إنّ الإسرائيليّين الذين يخدمون في الجيش، يحصلون في كثير من الأحيان على رواتب أعلى من أولئك الذين لا يخدمون.قرار سياسيولدى صوفيا تحفظات بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية، التي قُتل فيها أكثر من 29 ألف فلسطيني، وفقًا لمسؤولي الصحة في الإدارة التي تديرها "حماس" في غزة. وقالت: "حدثت أشياء فظيعة للناس في بلدي، لكنّ أشياء فظيعة تحدث أيضًا في غزة، وأشعر بالأسف من أجل الجميع.. كان من الأسهل بالنسبة لي أن أذهب إلى الجيش للقيام بهذه المهمة. لا أعرف إذا كنت أريد أن أصدّق ذلك أم إنه صحيح، لكنني أعتقد أنّ العمل الذي أقوم به لا يسبب أيّ ضرر، فهو يحمي جنودنا". واتخذت أور قرارًا برفض الخدمة العسكرية، بدلًا من طلب إعفاءها قبل الحرب، حيث لا تعتقد أنّ الانضمام إلى الجيش سيحل الصراع. وأضافت: "أصبح قراري سياسيًا عندما كنت في 14 من عمري عندما بدأت أسأل نفسي: إذا ذهبت وخدمت لمدة عامين تقريبًا في الجيش، فمن وماذا أخدم فعليًا؟". وتابعت، "سأذهب وأخدم في دائرة لا نهاية لها من سفك الدماء، وهذا ليس شيئًا أردت القيام به". ومن غير الواضح ما هي عقوبة أور، حيث سبق وحُكم على تال ميتنيك، الذي أصبح في ديسمبر أول مراهق إسرائيليّ يتم سجنه لرفضه الخدمة العسكرية منذ 7 أكتوبر، بالسجن لمدة 30 يومًا. وسيحضر ميتنيك إلى مركز التجنيد للمرة الثالثة الأحد، بعد أن قضى 60 يومًا في السجن بسبب عقوبتين.(ترجمات)