حذر الأطباء من أن الحرب المستمرة في غزة منذ 4 أشهر تعرّض صحة الآلاف من المصابين بأمراض مزمنة مثل أمراض الكلى والسكري والربو للخطر.وأكّدت المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في فلسطين جيليميت توماس، أن المرضى المصابين بأمراض مزمنة هم الضحايا الخفيون للحرب، حيث إن الوصول إلى المياه والغذاء والدواء صعب للغاية.وقالت توماس لصحيفة "الغارديان" البريطانية إن "المستشفيات التي لا تزال تعمل مكتظة بالجرحى، وهي غير قادرة على التعامل مع الأمراض المزمنة على الإطلاق. قبل الحرب، كان هناك 3500 سرير في المستشفيات في غزة، والآن هناك أقل من 1000 سرير، مقابل الكثير من الجرحى. لا نعرف عدد الأشخاص الذين يموتون لأنهم لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية".القصف يمنع وصول الناس إلى أماكن توفر الأدويةحالياً هناك 14 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة قادر على تقديم خدمات طبية .وقالت توماس إنه عندما يُسمح بدخول الأدوية إلى المنطقة، لا توجد طرق آمنة لتوزيعها. وتابعت "لدينا بعض الأنسولين يأتي في شاحنات المساعدات، لكن المرضى لا يستطيعون الوصول إلى أماكن تخزينه بسبب الغارات الجوية. يتعرض الناس للقصف وهم في طريقهم إلى المستشفى".واضطر نحو 70% من الفلسطينيين في غزة إلى اللجوء إلى شرب المياه الملوثة أو المالحة، بينما يعاني 50% من انعدام الأمن الغذائي، ويعاني 25% من السكان من الجوع، وفقاً للأمم المتحدة.كما هناك ما يقدّر بنحو 1000 مريض غسيل الكلى و450 مريض زرع الكلى في غزة، في حين أن أكثر من 1000 شخص يعانون مرض السكري من النوع الأول ويحتاجون إلى نظام غذائي خاضع للرقابة.وقال عبد القادر حماد، الجراح في مستشفى جامعة ليفربول الملكي الذي أجرى أول عملية زرع كلية في غزة عام 2013، وهو خبير في أمراض الكلى: "بعض مرضى [زراعة الكلى] لم يتناولوا أدويتهم لمدة 6 أسابيع، والبعض الآخر لمدة 3 أسابيع. إنهم جميعاً معرضون لخطر رفض عملية الزرع".ولفت حماد إلى أن شحنة الأدوية جاهزة، لكنها عالقة في مصر، حيث ترفض السلطات الإسرائيلية دخولها إلى القطاع.مرضى زرع الكلى معرضون للإصابة بالعدوىمن جانبه، قال جيمس سميث، وهو طبيب بريطاني عمل في غزة مع منظمة المعونة الطبية الفلسطينية في ديسمبر ويناير "لقد حضر إلى المستشفى شخصان يعانيان من الفشل الكلوي في مراحله الأخيرة. لم يكن هناك شيء يمكننا القيام به لعلاجهما. كان بإمكاننا فقط أن نجعلهما مرتاحين ببعض مسكنات الألم. لقد كنا عاجزين تماما".وأضاف حماد: "خلال حرب 2008-2009، توفي نصف مرضى غسيل الكلى في غزة. ولهذا السبب قررنا الانتقال إلى زراعة الكلى. لقد اعتقدنا أن الشخص الذي يخضع لعملية زرع الكلى من المرجح أن ينجو من الحرب أكثر من الشخص الذي يخضع لغسيل الكلى.وتابع: "يؤدي نقص مثبطات المناعة والمياه النظيفة إلى تقليل فرص البقاء على قيد الحياة لمرضى زرع الأعضاء. إذا أصيبوا بالجفاف فهذا يؤثر على عملية زرعهم، إذا لم يتمكنوا من الحصول على الطعام فإنهم عرضة للإصابة بالعدوى".أدوية السكري أيضاً مفقودةليست الأدوية المثبطة للمناعة هي الأدوية الوحيدة التي تعاني غزة نقصها، بحسب جيمي ماكغولدريك، منسق الشؤون الإنسانية المؤقت للأمم المتحدة.وقال ماكغولدريك في مؤتمر صحفي الشهر الماضي إن بعض المعدات، بما في ذلك أقلام الأنسولين للأطفال المصابين بالسكري، يبدو أنها محظورة من قبل الإسرائيليين . يعتبرونها أداة يمكن استخدامها لأشياء أخرى".كما يقول مرضى السكري إن العثور على الغذاء والدواء يمثّل تحدّياً مستمراً. ويعاني الأشخاص المصابون بالربو أيضاً.من نفس الأزمة. وقالت دينا صافي، التي نزحت عدة مرات وهي الآن في رفح: "أشعر بالمرض الشديد. الربو والبرد صديقان سيئان. هناك نقص في التدفئة والتلوث الشديد. لقد بدأ قفصي الصدري يؤلمني بسبب مدى سوء السعال الذي أعاني منه، وبدأت أسعل دماً. ولا يوجد حتى شراب للسعال، حتى للأطفال".وأضافت "ابن عمي طبيب وتمكن من أن يمنحني عقار المورفين ولكنه مسكن قوي للغاية يجعلني أشعر بالدوار والتعب الشديدين، ولكنه الطريقة الوحيدة لتهدئة السعال الشديد الذي أعاني منه".(ترجمات)