فصلت الأمم المتحدة 12 من موظفيها في غزة وبدأت التحقيق معهم بعد أن اتهمتهم إسرائيل بالمساعدة في التخطيط والمشاركة في هجوم "حماس" الذي وقع في 7 أكتوبر، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الأمم المتحدة قولهما إن الموظفين، وجميعهم رجال وجميع يعملون لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة باسم "الأونروا"، وأنهم الآن يخضعون لتحقيق جنائي. ووصف مسؤول في الأمم المتحدة، اطلع على الاتهامات، بأنها "خطيرة ومروعة للغاية". وسبق أن اتهمت إسرائيل، التي قدمت هذه الاتهامات إلى الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع، "الأونروا" بتأجيج التحريض ضد إسرائيل. لكن الاتهامات الحالية للموظفين وردة الفعل السريعة للأمم المتحدة تتناقض مع نفي الأمم المتحدة السابق للادعاءات الإسرائيلية. وقال المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني: "تكرر الأونروا إدانتها بأشد العبارات الممكنة للهجمات البغيضة على إسرائيل. وأن أي موظف في الأونروا متورط في أعمال إرهابية سيتم محاسبته، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية".أميركا توقف تمويل "الأونروا"وأدت هذه الاتهامات إلى تحرك سريع من جانب الولايات المتحدة، وهي واحدة من أكبر الجهات المانحة للوكالة، حيث أوقفت تمويلها مؤقتا للمنظمة. وكانت "الأونروا" هي الوكالة الرئيسية التي تشرف على توزيع المساعدات على سكان غزة وسط أزمة إنسانية متنامية ناجمة عن الحرب التي بدأت في أعقاب هجوم 7 أكتوبر. وقال لازاريني إن هذه المزاعم جاءت في وقت يعتمد فيه أكثر من مليوني من سكان غزة على وكالة الأمم المتحدة للحصول على الغذاء والدواء وغيرها من المساعدات الحيوية، مضيفا: "أي شخص يخون القيم الأساسية للأمم المتحدة، فهو يخون أيضًا أولئك الذين نخدمهم في غزة وفي جميع أنحاء المنطقة وفي أي مكان آخر حول العالم". وتبادلت إسرائيل والأمم المتحدة الاتهامات بالتصرف بسوء نية منذ شنت إسرائيل حربها على غزة في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر والذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص.تبادل الاتهامات بين إسرائيل و"الأونروا"واتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بإبطاء تسليم المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، وقالت إسرائيل إن المنظمة الدولية روجت لدعاية "حماس". إلا أن هذه الادعاءات أقل حساسية من الناحية السياسية من اتهام العاملين في المجال الإنساني بالتورط في عمل إرهابي، وهو الادعاء الذي أخذته الأمانة العامة للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهما أكبر الجهات المانحة للأونروا، على محمل الجد، حسبما تقول "نيويورك تايمز". وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث الأسبوع الماضي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ودعا إلى "تحقيق شامل وسريع". كما أخبر بلينكن الأمين العام للأمم المتحدة أن أميركا طلبت من إسرائيل، التي قدمت هذا الادعاء، المزيد من المعلومات. وتُعد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، واحدة من أكبر جهات التوظيف في غزة، حيث يعمل لديها 13000 موظف، وتقود معظم عمليات المساعدة التعليمية والصحية والغذائية في القطاع. ويقول مسؤولو الأمم المتحدة مرارا وتكرارا إن السكان العاديين في غزة معرضون لخطر المجاعة ويعانون من ارتفاع كبير في الأمراض المعدية مع انخفاض الطقس. بدوره، قال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل إنه "يشعر بقلق بالغ" إزاء الادعاءات التي تشير إلى أن موظفي الأمم المتحدة متورطون في الهجمات الإرهابية. وأضاف أن اللجنة على اتصال بالأونروا وتتوقع منها أن تتخذ إجراءات فورية ضد الموظفين المتورطين. (ترجمات)