لم يكن ليل يوم الثلاثاء الأول من العام الجديد هادئًا على بيروت، وتحديدًا على الضاحية الجنوبية، حيث خرقه انفجار تبيّن أنه ناجم عن استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية بثلاثة صواريخ، مقرًا لحركة "حماس".وإثر هذه العملية، قُتل نائب رئيس المكتب السياسيّ لحركة "حماس" صالح العاروري، واثنان من قادة "كتائب القسام" الجناح العسكريّ للحركة، و4 آخرون من كوادرها، بغارة جوية استهدفت جنوبيّ العاصمة بيروت.وتوالت بعدها ردود الأفعال المندّدة بالعملية، حيث قال رئيس المكتب السياسيّ لـ"حماس" إسماعيل هنية، "ننعى قائد الحركة في الضفة صالح العاروري، والقادة في القسام سمير فندي وعزام الأقرع، وعددًا آخر من كوادر الحركة، هم محمود شاهين، ومحمد بشاشة، ومحمد الريس، وأحمد حمود"، وحمّل إسرائيل مسؤولية تداعيات عملية الاغتيال.بينما أكد "حزب الله" في بيان، أنّ عملية اغتيال العاروري بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية "لن تمرّ من دون رد".وفي حديث لـ"المشهد"، وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، العاروري، بأنه "القائد المقاوم والإنسان المناضل الذي قضى كل حياته يناضل للقضية الفلسطينية". وتابع أنّ اغتيال العاروري حقّق له أمنيته الدائمة وهي "الشهادة".إسرائيل ستُحاسبوأكد البرغوثي أنّ "اغتيال المقاومين الفلسطينيين لم يؤدِ إلى إضعاف المقاومة بل زادها قوة"، مشيرًا إلى أنّ "ما جرى في الضاحية الجنوبية لبيروت، هو جريمة اغتيال جبانة متوحشة مثل جرائم الاغتيال لنحو 29 ألف شهيد في غزة".وشددت على أنّ هذه الجرائم ستحاسَب عليها إسرائيل، مضيفًا أنّ الأخيرة "تخوض حربًا تلو الأخرى، وتفشل في كسر إرادة ومقاومة الشعب الفلسطيني".ورأى البرغوثي أنّ "إسرائيل فشلت في غزة، وفي إحداث التطهير العرقيّ في غزة، وفشلت في كسر المقاومة، وفشلت في تركيز احتلالها في المناطق التي دخلتها بغزة وفشلت باستعادة أسراها". وتترقّب الساحة اللبنانية اليوم، كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، الذي سبق وحذّر في أغسطس الماضي، من أنّ "أيّ اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيًا أو فلسطينيًا أو سوريًا أو إيرانيًا أو غيرهم، سيكون له ردّ الفعل القوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات".وأتت الضربة على الضاحية الجنوبية، بالوقت الذي تشهد حدود لبنان الجنوبية مواجهات وقصفًا يوميًا بين "حزب الله" من جهة، والجيش الإسرائيليّ من جهة أخرى منذ 8 أكتوبر الماضي، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى على طرفَي الحدود.والعاروري من مؤسّسي كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 ـ 1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكريّ للحركة في الضفة الغربية.(المشهد)