هو تحوّل في حرب إسرائيل ضدّ "حماس"، هذا ما يراه غالبية المحللين بعدما قصفت طائرة مسيّرة، مبنًى سكنيًا في جنوب بيروت مساء الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل أحد كبار القادة الفلسطينيّين صالح العاروري.فعلى مدى 3 أشهر، واصلت إسرائيل حربها العسكرية واسعة النطاق لغزة، حيث سوت معظم القطاع بالأرض، وقتلت أكثر من 22 ألف شخص في ملاحقتها للمسلحين الذين خططوا ونفذوا هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.استهداف قادة "حماس" وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أنه "حتى الآن، لم تعمل إسرائيل على تحقيق هدف الحرب المتمثل في استهداف قادة "حماس" "أينما كانوا".والآن، مع دخول الصراع شهره الرابع، يبدو أنّ إسرائيل قد نفذت هذا التهديد، ما أدى إلى المخاطرة بحرب أوسع نطاق على طول حدودها مع لبنان، حتى عندما بدأت في سحب قواتها من غزة للمرة الأولى.وقال القادة العسكريون إنّ الانسحاب الجزئيّ أصبح ممكنًا الآن، بعد أن أضعفت الهجمات "حماس" في الشمال، وأنه سيسمح لآلاف من جنود الاحتياط بالعودة إلى ديارهم والعودة إلى العمل. وتمارس واشنطن أيضًا ضغوطًا منذ أشهر على إسرائيل، للانسحاب ممّا وصفه الرئيس بايدن بـ "القصف العشوائي"، وتقليل عدد القتلى المدنيّين المدمر.وتأتي هذه الأحداث وسط مخاوف متزايدة بشأن الخسائر الاقتصادية للحرب في إسرائيل، والعودة التدريجية للاحتجاجات والمؤامرات السياسية الداخلية. المرحلة الثالثة من الحربووسط كلّ هذه التحولات، قال النائب السابق لمستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ تشاك فريليتش وفق "واشنطن بوست"، "نحن في المرحلة الثالثة، أعتقد أننا ننتقل إلى وضع جديد، شيء أقرب إلى ما كانت الولايات المتحدة تدعو إليه منذ البداية".وكان قد قال الجيش الإسرائيليّ منذ أشهر، إنه مستعد لخوض حرب على جبهتين، حيث حشد القوات والدبابات على طول الحدود اللبنانية، وأجلى ما لا يقلّ عن 70 ألف ساكن. وتبادلت وحدات الجيش الإسرائيلي إطلاق النار بشكل متكرر مع "حزب الله"، لكنّ الضربات والضربات المضادة لم تقترب من بيروت أبدًا، حتى مساء الثلاثاء.ورفضت إسرائيل تأكيد أو نفي أيّ دور لها في اغتيال صالح العاروري، مسؤول "حماس". وكتب خبير الشؤون الفلسطينية آفي يسسخاروف في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه "من دون شك، كان هذا أهمّ اغتيال لأيّ مسؤول كبير في "حماس" منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر".وبينما تقول إسرائيل إنها قتلت عددًا من قادة ومسؤولي "حماس" داخل غزة، فإنّ يحيى السنوار، الذي يُعتقد أنه العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر، لا يزال طليقًا.وحذّر الأمين العام لـ"حزب الله" اللبنانيّ من "الرد والعقاب"، في خطاب ألقاه الأربعاء، لكنه لم يقدم سوى القليل من الدلائل حول كيفية ردّ مقاتليه.كما نُصح السكان الإسرائيليون في مدينة حيفا الساحلية الشمالية، بأن يكون لديهم خطط للاحتماء أثناء الهجوم. وذلك رغم تأكيد المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ الأدميرال دانييل هاغاري بعد مقتل العاروري، "أننا على استعداد تام لأيّ سيناريو".وقد حظيت عملية الاغتيال في لبنان بإشادة واسعة النطاق في إسرائيل، على الرغم من أنّ بعض المدافعين عن الأسرى المحتجزين في غزة، قالوا إنهم يشعرون بالقلق من أنّ الهجوم قد يعرقل المحادثات بشأن تبادل الأسرى.(ترجمات)