وقعت صباح يوم الأحد 3 غارات أميركية بريطانية على مدينة صعدة اليمنية والتي تُعدّ معقلًا لـ"الحوثيين". وأثارت هذه الغارات المتكررة تساؤلات عدة أهمها: هل تم وضع جماعة "الحوثي" المدعومة من إيران على قائمة الانتظار الغربية لإسقاطها على غرار ما حدث للأسد في سوريا أو لـ"حزب الله" في لبنان من خلال ضربات إن لم تكن مميتة فهي على أقل تقدير أصابته بشكل عميق جداً؟كما أن هناك تساؤلات عمّا إذا كان النظام في صنعاء سيثبت أنه ضعيف مثل شريكه السابق في دمشق، إذ يرجّح مراقبون أن يلقوا مصيرا مشابها للأسد. ومن هنا، قال الكاتب والباحث السياسي عبدالستار الشميري إنه من المبكر القول إن "الحوثي" أصبح قريبا من أن يلقى مصير الأذرع الإيرانية في المنطقة.وأكد الشميري في حديثه لقناة "المشهد" أن الجماعة ستكون بمثابة "العشاء الأخير لإسرائيل والأميركيين" في ظلّ أنه "عكاز إيران الأخير". واعتبر أن سقوط "الحوثيين" له ظروف مغايرة وحيثيات لا تشبه ما جرى لنظام بشار الأسد ولا "حزب الله" أو "حماس". متغيرات وأكد الشميري أن هناك تغيرات جوهرية في قدرة المجتمع الدولي، إما عبر أميركا أو إسرائيل في القدرة لوحدهما على شلّ حركة "الحوثي" وإسقاطها تمامًا. واعتبر أن أهم هذه المتغيرات أو الحيثيات هو المتغير الجغرافي حيث إن "الحوثي" لديه مساحة جغرافية كبيرة بين 150 و200 ألف كلم مربع، ومعظم هذه الجغرافيا هي جبلية والأكثر وعورة في الجزيرة العربية. وعن المتغير الثاني، قال الشميري إنه منذ 20 عامًا وفي الحروب السابقة، استفاد "الحوثيون" من الجغرافيا وأخفوا معظم الأسلحة الهامة ومنصات الصواريخ كما أن لديهم حاضنة يستطيعون عبرها التنقل من محافظة إلى أخرى. وأشار إلى أن المتغير الاستخباراتي، يكمن في أن إسرائيل أو أميركا لا تملكان أي معلومات دقيقة لأهداف ذات قيمة للجماعة "الحوثية". وأوضح الشميري أن الأميركيين كانوا يتعاملون مع "الحوثي" بشكل مختلف عن تنظيم "القاعدة"، على أساس أنهم مشكلة داخلية وجماعة سياسية سيتم احتوائها أو ترويضها.مقاربة "الحوثي" و"طالبان" وإن كان "الحوثي" يشاغل إسرائيل بصاروخ من هنا وبصاروخين من هناك ويستمر بإيذائها من دون رد فعل قوي، قال الشميري إن "الحوثيون" يمثّلون مسرح الدمى الإيراني، وإيران هي من تقرر متى ينشط هذا التنظيم ومتى يتوقف. وأكد أنه حتى بانتهاء حرب غزة، فإن "الحوثيون" سيستمرون في استهداف إسرائيل، مبينًا أنهم يريدون الانتقام من إسرائيل التي أصابت الاقتصاد اليمني بأضرار. واعتبر أن أي مقاربة تخص "الحوثي" تستدعي مقاربة "طالبان" في أفغانستان، من حيث الطبيعة الجغرافية الموجودة في أفغانستان هي موجودة أيضا في اليمن، وأميركا شاركت في حرب طويلة مع الأفغان". ولفت إلى أن الحل الوحيد لإسقاط "الحوثيين"، هو عبر عملية بريّة مسنودة من الشرعية اليمنية وبغطاء جوّي إقليمي، وإلا فإن الجماعة ستستمر في النهاية وتتحكّم بالمنطقة. إرادة لإسقاط "الحوثيين" من جانبه، قال الباحث في مركز الإمارات للدراسات محمد الزغول، إنه بالنسبة لـ"الحوثيين"، فإن التخلص منهم لم يعد رغبة إسرائيلية فقط أو حتى إقليمية، بل تجاوزها إلى رغبة دولية تُجمع عليها بعض الأطراف المتناقضة بالمجتمع الدولي. وأضاف الزغول "الصين تضررت كثيرا من العمليات التي نفذها "الحوثي" في مضيق باب البندب والبحر الأحمر.. الولايات المتحدة والغرب أيضا. لا يوجد طرف دولي اليوم يرعى أو يحمي أو يدافع عن هذا التنظيم". ولفت إلى الحديث عن عوائق أمام القضاء على "الحوثيين" إلا أن العقول العسكرية في الغرب تعمل على وضع حلول لها خصوصا في مسألة الجغرافيا والمعلومات الاستخباراتية الذي قال إنه يشكّ في عدم توفّرها. وبين الزغول إن الولايات المتحدة لديها "قدرات خارقة" في ما يتعلق بالعمل الاستخباراتي، ومن السهل عليها أن تحصل على معلومات وتسيطر على الكثير من أدوات الاستخبارات الموجودة في العالم. واعتبر أن "القصة ليست قصة أن الحوثي عصيّ على أن يسقط. القصة ببساطة أنه لم تكن هناك إرادة دولية لإسقاطه سابقاً. اليوم هناك إرادة وهناك عمل يجري جدولته إن استطاعت إيران التفاوض قبل حدوث هذا الأمر فربما يجري هناك حل وتسوية سياسية تحوّل "الحوثي" من لاعب إقليمي إلى لاعب محلي". وتابع الزغول أنه بات ضروريا أن يتحول هذا التنظيم عن أدواره الإقليمية التي اشتغلها بالتأثير على أمن واستقرار المنطقة، الملاحة البحرية، أمن دول الجوار وحتى أمن إسرائيل، أيّ من هذه الأدوار الإقليمة يجب أن يتخلى عنها تماما ويعود لاعبا محليا وهذا ما حصل مع "حزب الله" في لبنان و"حماس".(المشهد)