في تطوّر خطير في جنوب السودان تم مساء الأربعاء، اعتقال رياك مشار، نائب الرئيس وزعيم الحركة الشعبية المعارضة في البلاد، وسط تحذيرات من مغبّة اشتعال حربٍ أهلية. في وقتٍ أكّدت فيه المعارضة أنّ توقيف زعيمها على يد عناصر موالية لرئيس البلاد سلفا كير "يلغي" اتفاق السلام بين الأطراف المتنازعة الذي عُقد في العام 2018. تفاصيل اعتقال رياك مشار وفي تفاصيل اعتقال رياك مشار، فقد تمّ حبس نائب الرئيس وزوجته داخل منزلهما الكائن في العاصمة جوبا، حيث اقتحمت قوّة مسلحة مؤلّفة من 20 مركبة منزله، وجرّدت حراسه وأمنه من سلاحهم، واعتقلته.وقد اعتبرت المعارضة أنّ حياة زعيمها "في خطر"، مؤكدةً أنه "محتجز من قبل الحكومة". وقد دانت الحركة الشعبية المعارضة الاعتقال "غير القانوني" لمشار، مشيرةً إلى "صدور مذكرة توقيف بحقّه بتهم غامضة".اعتقال رياك مشار يُنذر بحرب أهلية هذه الخطوة بالغة الخطورة، حذّرت منها الأمم المتحدة، إذ اعتبرت أنّ اعتقال مشار بإمكانه مجددًا جرّ جنوب السودان إلى حرب أهلية، داعية إلى اتخاذ الأطراف كافة أقصى درجات "ضبط النفس". وفي بيان لنيكولاس هايسوم، رئيس البعثة التابع للأمم المتحدة، حذّر من أنّ "قادة البلاد يقفون إمّا على شفا الانزلاق في صراع شامل النطاق، إمّا المضي بالبلد نحو الأمام والسلام والديمقراطية والتعافي". هايسوم دعا طرَفيْ النزاع إلى اختيار طريق السلام، وفقًأ للإجماع الذي حصل في العام 2018 عند الالتزام باتفاق السلام، الذي أنهى الحرب الأهلية آنذاك.تعليقات دولية على اعتقال رياك مشار مواقف عدّة صدرت بهذا الخصوص من بعض البلدان، ومنها الولايات المتحدة، حيث كشفت سفارتها في جوبا عن خفض عدد موظفيها للحد الأدنى، وذلك بسبب "التهديدات الأمنية" في البلاد"، داعيةً مواطنيها إلى المغادرة إذا استطاعوا ذلك. وفي سياق متصل، أعربت الشؤون الإفريقية في الخارجية الأميركية عن قلقها من تقارير حول وضع رياك مشار تحت الإقامة الجبرية، وحثّت رئيس البلاد على التراجع عن هذا الأمر منعًا لتصعيد الوضع. أمّا كندا، فقد نصحت مواطنيها بمغادرة جنوب السودان من خلال الوسائل التجارية، في حال كان هذا الأمر آمنا. وكذلك فعلت ألمانيا وبريطانيا، إذ طلبتا من رعاياهما عدم التوجه إلى جنوب السودان، أمّا النرويج فأغلقت أبواب سفارتها لأسباب أمنية. ويأتي اعتقال رياك مشار بعد تدهور العلاقات بين رئيس البلاد سلفا كير ورياك مشار بعد إعلان المعارضة عبر الحركة الشعبية تعليق دورها في عنصر رئيسيّ من اتفاق السلام، الأمر الذي أعاد التوترات، وجددّ الاشتباكات الدموية بين الأطراف المتنازعة. (المشهد)