في تطور لافت على الساحة الدولية، كشف نائب كوري جنوبي أن ما لا يقل عن 100 جندي كوري شمالي قُتلوا وأصيب 1000 آخرون أثناء قتالهم إلى جانب القوات الروسية ضد أوكرانيا في منطقة كورسك الحدودية. التصريحات التي أدلى بها النائب لي سيونج كويون، بعد إحاطة من جهاز الاستخبارات الوطني، أشارت إلى أن هذه الخسائر الفادحة تعود إلى افتقار الجنود الكوريين الشماليين إلى الخبرة في حروب الطائرات المسيّرة وعدم تأقلمهم مع معارك التضاريس المفتوحة. تصعيد واشنطنتزامنت هذه التطورات مع بيان مشترك أصدرته الولايات المتحدة وعشر دول أخرى، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، ندد بدعم كوريا الشمالية لروسيا في الحرب الأوكرانية، بما في ذلك إرسال قوات للقتال. البيان وصف هذا الدعم بأنه "توسّع خطير للنزاع"، ودعا بيونغ يانغ إلى وقف فوري لأي مساعدة عسكرية، بما في ذلك سحب جنودها. وردا على ذلك، وصفت وزارة الخارجية الكورية الشمالية البيان بأنه "استفزاز متهور"، معتبرة أنه يهدف إلى تشويه العلاقات بين بيونغ يانغ وموسكو. وأكدت الوزارة أن التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا "طبيعي ومشروع"، مشيرة إلى أن الحرب الأوكرانية طال أمدها بسبب "السياسات العسكرية المغامرة" التي تتبعها واشنطن وحلفاؤها.في الأشهر الأخيرة، عززت كوريا الشمالية وروسيا علاقاتهما العسكرية بشكل ملحوظ، حيث أرسلت بيونغ يانغ آلاف الجنود إلى روسيا لدعم مجهودها الحربي. ووفقاً لمصادر عسكرية أميركية، فقد تكبدت القوات الكورية الشمالية خسائر كبيرة في منطقة كورسك، حيث تخوض معارك شرسة ضد القوات الأوكرانية.من جهته، قال رئيس الأركان الأوكراني أوليكساندر سيرسكي إن روسيا زجت بوحدات كورية شمالية في معارك مكثفة بمنطقة كورسك التي استعادت أوكرانيا جزءا منها سابقا هذا العام. وأضاف أن هذه الوحدات الكورية كانت جزءا من "هجوم مكثف" نفذته موسكو. وتعززت العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ بعد توقيع اتفاقية دفاعية تاريخية دخلت حيز التنفيذ هذا الشهر. ويعتقد خبراء أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسعى للحصول على تكنولوجيا عسكرية متقدمة وخبرات قتالية لتعزيز قدرات بلاده النووية والعسكرية، مستغلا التحالف مع موسكو كوسيلة لتحقيق ذلك. استمرار التصعيد وفيما تؤكد كوريا الشمالية أنها ستحافظ على حقها المشروع في التعاون العسكري مع روسيا، تتزايد الضغوط الدولية على بيونغ يانغ لوقف دعمها لموسكو. وفي بيانها الأخير، شددت الخارجية الكورية الشمالية على أن هذا التعاون يمنع الولايات المتحدة وحلفاءها من "توسيع نفوذهم ذي النوايا السيئة". يظهر التورط الكوري الشمالي في الحرب الأوكرانية كجزء من تحالف عسكري متنام مع روسيا، مما يثير قلقا دوليا من تداعيات هذا التعاون على الأمن الإقليمي والعالمي. ومع استمرار التصعيد، تبدو الساحة الدولية أمام فصل جديد من التوترات الجيوسياسية التي قد تغير موازين القوى. (وكالات)