حتى مراكز الإيواء لم تعد مكانًا آمنًا في السودان بسبب الهجمات الدموية التي يتهم الجيش السوداني بتنفيذها عشوائيًا، ففي خطوة وصفها البعض بالمجزرة، استهدف طيران الجيش السوداني مساء الثلاثاء مدينة نيالا وتحديدًا مدرسة نيالا الثانوية التي يقطنها نازحو مدينة الفاشر، ما أدّى إلى عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال.وعقب الهجوم، خرجت تظاهرة جماهرية مناهضة للحادث الأليم الذي نفذه الجيش السوداني، وطالب المتظاهرون بمحاسبة الجيش على الهجوم الذي استهدف الأبرياء في مدينة نيالا. مجزرة كبيرة بحق الأطفال والنساءوأقلّ ما قاله شهود عيان عن هذه المجزرة إنّ "براميل متفجرة سقطت على فناء المدرسة، التي يعرف الجميع خصوصًا الجيش السوداني أنها تضم أطفالًا ونساء وليس بينهم أيّ مسلح أو أنهم يشكلون خطرًا على أحد". واستغرب بعض المراقبين حجم الإصرار على التدمير الذي أراد الجيش السوداني إحداثه في مركز الإيواء في نيالا، خصوصًا وأنّ الهجوم أحدث ضرارًا كبيرًا في المكان وكأنه مركزًا عسكريًا. وجاء هذا الهجوم لزيادة معاناة السودانيين الهاربين من شرارة الحرب التي يصرّ على استمرارها الجيش السوداني والجماعات الإسلامية المنخرطة في صفوفه، وفق بعض المراقبين. وعقب هذه المجزرة التي أطاحت بالمكان الذي يضم أكثر من 300 أسرة نازحة، سيصبح النازحون في ظروف قاسية، خصوصًا وضعهم الصحي والنفسي والطبي الذي بات يتطلب استجابة عاجلة من الجهات المعنية لتوفير الحماية والدعم. علمًا أن شهود عيان أكدوا أنّ غارات الطيران التابع للجيش السوداني أحدثت دمارًا كبيرًا في البنى التحتية والمرافق العامة والخاصة، شملت الأحياء السكنية، والمستشفيات، والأسواق، ومحطات المياه، والمدارس، والكباري، ودور العبادة، وحظائر الماشية، بهدف تدمير كل ما يساعد على الحياة في المناطق المستهدفة وتهجير السودانيين منها. وكانت قوات "الدعم السريع" حملت قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ومجموعته "مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، مؤكدة امتلاك الدعم السريع الدلائل كافة على ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".ويبدو وفق بعض المراقبين أن هذه المجزرة تندرج ضمن خطة ممنهجة يقوم بها الجيش السوداني لتنفيذ غارات جوية عشوائية كالتي طالت أسواقًا ومساجد وأحياءً سكنية الأسبوع الماضي. (وكالات)