تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن بوادر انقلاب في الجيش الإسرائيلي، غداة انتشار مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعيّ لجندي ملثّم يدعو إلى التمرّد ضد رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت. وادعى الجنديّ أنه يتحدّث باسم 100 ألف جنديّ احتياط إسرائيليّ يقفون خلفه ويدعمونه. وقال الجنديّ الملثم في مطقع الفيديو: "رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، هذا الفيديو لك، نحن جنود الاحتياط، لا ننوي تسليم المفاتيح لأيّ سلطة فلسطينية" ومنها "حماس" و"فتح" وغيرهما. وفتح الجيش الإسرائيليّ تحقيقًا حول الفيديو الذي شاركه يائير نتانياهو، نجل رئيس الوزراء، عبر "تليغرام" قبل أن يزيله.وقال مكتب رئيس الوزراء، إنّ نتانياهو حذّر مرات عدة من مخاطر ظاهرة رفض الخدمة العسكرية والنهج المتساهل من قبل قيادة الجيش.انتهاك خطيروسرعان ما دعت قيادة الجيش الإسرائيليّ إلى اجتماع مشترك بين الوزارات.وأكد المتحدث باسم الجيش، أنّ "السلوك الموثق في الفيديو، هو انتهاك خطير لأوامر وقيم الجيش الإسرائيلي، ويشكل شبهة ارتكاب جرائم جنائية". ويُسمع في الفيديو الجنديّ وهو يقول موجّهًا حديثه لنتانياهو: "فكّر جيدًا لمن تنوي تسليم المفاتيح.. لم يُقتل إخواننا أو يُغتصبوا من أجل لا شيء. نريد النصر والقرار. كل من ألحق الأذى بشعب إسرائيل وإخواننا نريد تدميره".بوادر انقلابوطالب الجندي، وزير الدفاع يوآف غالانت بالاستقالة، قائلًا: "لا يمكنك أن تكون وزيرًا للدفاع". ويضيف الجنديّ الملثّم: "وأنت يا غالانت لا تستطيع أن تفعل ذلك. قم بتغيير السجل وإلا سنذهب مع رئيس الوزراء. كنتم تريدون انقلابًا عسكريًا. سنوضح لكم ما هو القرار وما هو النصر، وكيف ينتصر اليهود الحقيقيون". وفي الفيديو، دعا الجنديّ الملثّم إلى تنفيذ انقلاب عسكري، وقال: "لا يمكنك (غالانت) كسب الحرب. لا يمكنك أن تأمرنا. وأنا هنا - إذا لم نذهب حتى النصر، سيبقى 100 ألف جنديّ احتياطيّ في غزة. سوف ندعو شعب دولة إسرائيل إلى القدوم إلى هنا. سنستمع لقائد واحد. إنه ليس وزير الدفاع، إنه ليس رئيس الأركان، إنه رئيس الوزراء". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت لاحق، أنّ الجيش تمكّن من العثور على الجنديّ الملثّم الذي سيتم استدعاؤه للاستجواب.اتهامات لليساروبحسب الموقع الإلكترونيّ لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإنّ الرجل الذي تم تصويره وهو ملثّم ومسلّح، نشر منشورات عدة تشهد على مواقفه المتشددة. وهاجم الجندي، غالانت، بعد أن حذر من السيطرة العسكرية على غزة، وكتب عن المتظاهرين: "اليسار يحرق البلاد".قال أحد أقارب الجنديّ للموقع: "إنه عمي وهو في الاحتياط منذ 7 أكتوبر، وقد قال الحقيقة كجنديّ احتياط".وتقول وزارة الصحة في غزة، إنّ الهجوم الإسرائيليّ على القطاع منذ أكثر من 7 أشهر، أدى حتى الآن إلى مقتل ما يقرب من 36 ألف فلسطيني.وبدأت إسرائيل حملتها العسكرية بعد أن هاجم مسلحون بقيادة "حماس" بلدات بجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، ما أدى وفقًا للإحصائيات الإسرائيلية، إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 أسيرًا.(ترجمات)