كشف تقرير لمجلة "إيكونوميست" أن إسرائيل تعاني خطر التمزق مع احتفالها بما يسمى "الذكرى الـ75 لاستقلالها".وذكرت المجلة أن التهديدات الأكثر إلحاحاً لازدهار إسرائيل واستقرارها وأمنها تأتي من الداخل. فقد أطلقت الحكومة الجديدة، إصلاحاً دستوريًّا جذريًّا، يهدف إلى إضعاف المحكمة العليا المستقلة بشكل كبير. كما أدت الإصلاحات المقترحة إلى خروج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع في احتجاجات ضد ما اعتبروه تآكلًا خطيرًا للأسس الديمقراطية في بلادهم.كما أشارت إلى أن سرائيل عالقة في حرب كارثية في غزة، وقد أدى الصراع إلى مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني. وقد أثار ذلك موجة من الاحتجاجات المشروعة ضد إسرائيل، واتخاذ إجراءات قانونية تتهمها بانتهاك القانون الدولي وتصاعد عالمي في النشاط المعادي للسامية. وقد بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن في تقييد إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل من أجل منعها من غزو واسع النطاق لرفح.أما خارج غزة فإن الصورة قاتمة أيضاً. فقد شن "حزب الله" اللبناني، حرب استنزاف، ممّا أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود الشمالية لإسرائيل على ترك منازلهم. ويستهدف "الحوثيون" في اليمن الشحن في البحر الأحمر، كجزء مما يزعمون أنه حصار على إسرائيل. وفي 13 أبريل، شنت إيران هجوماً مباشراً على الأراضي الإسرائيلية ردًّا على اغتيال أحد كبار جنرالاتها في القنصلية الإيرانية في دمشق. وقالت المجلة: "مع ارتفاع عدد القتلى في غزة، تتدهور العلاقات مع جيران إسرائيل العرب. وتبدو العلاقة مع مصر، التي لها حدود مع غزة وتشعر بالقلق من امتداد الصراع، هشة بشكل خاص".انقسامات وتغيّر في الآراء وأكد التقرير أن الانقسامات بين الإسرائيليين في تشكيل مسار الحرب. وقد رفض نتانياهو صياغة إستراتيجية لإنهاء الحرب تتجاوز الأهداف الغامضة المتمثلة في تدمير "حماس" و"النصر الكامل".ولفت إلى أن الغالبية الساحقة من الإسرائيليين أيدت الحرب في أشهرها الأولى، إلا أنّ هذا يتغير. ووفق أحد الاستطلاعات التي أجريت أخيراً، فإن 62% من سكان البلاد يعتقدون الآن أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقت لإطلاق سراح الأسرى الباقين على قيد الحياة في غزة يجب أن يكون له الأولوية على أي هجوم عسكري آخر داخل رفح. لكن نتانياهو متردد، ويهدّد المتشدّدين في حكومته بإسقاط الحكومة إذا توقفت الحرب.وقال: "الانقسامات داخل إسرائيل تجعل من المستحيل تقريباً على البلاد أن تتابع مسار مواصلة قصف غزة. وقبل عام، اعتقد من ينتمون إلى اليمين، بمن فيهم نتانياهو، أن إسرائيل قادرة على النجاة من الاضطرابات الداخلية التي تعيشها، ويعود ذلك جزئيًّا إلى أنها لم تعد تواجه التهديدات الخارجية من الماضي. واليوم، من الواضح أنه حتى في ذروة الحرب، تظلّ التهديدات الكبرى لإسرائيل موجودة داخل حدودها".(ترجمات)