أعلنت لندن السبت أنها سترسل دبابات ثقيلة إلى كييف بناء على طلبها، في حين أكّدت القوات الأوكرانية أنها لا تزال تسيطر على مدينة سوليدار التي تقول موسكو إنها استولت عليها بالكامل بعد معارك عنيفة.وأطلقت روسيا صواريخ على البنية التحتية الرئيسية في كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا صباح السبت، بحسب مسؤولين أوكرانيين. وقالت شركة "أوكرينيرغو" للطاقة "اليوم (السبت) استهدف العدو مجددًا منشآت للطاقة"، مشيرة إلى أنها تعمل على إلغاء تداعيات" هذه الضربات.انقطاع الكهرباءوأعلن وزير الطاقة هيرمان غالوشينكو في وقت لاحق عن انقطاع التيار الكهربائي في معظم مناطق أوكرانيا، بسبب عمليات القصف الأخيرة. وقال على "فيسبوك"، "اليوم هاجم العدو البلاد ومرافق الطاقة فيها وشبكة الكهرباء مجددا. هناك هجمات على مناطق خاركيف ولفيف وإيفانو-فرانكيفسك وزابوريجيا وفينيتسيا وكييف. بسبب القصف فُرض قطع للكهرباء بشكل طارئ في معظم المناطق". وتحدث صحفيون من وكالة فرانس برس عن دوي عدد من الانفجارات في العاصمة الأوكرانية، حيث أكد مسؤولون أوكرانيون أن ضربات استهدفت بنى تحتية أساسية في العاصمة. وكتب نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية كيريلو تيموشنكو على تطبيق تلغرام أن "هجوما صاروخيا على منشآت بنى تحتية حيوية" جار في كييف. وتحدث رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو عن انفجارات في منطقة دنيبروفسكي وحضّ السكان على "البقاء في الملاجئ". وقتل 5 أشخاص وجرح 27 آخرون، بينهما أطفال في ضربة طالت مبنى سكنيا في دنيبرو (شرق) السبت، وفق مسؤولين. واستجابة للنداءات العاجلة من أوكرانيا، أعلنت لندن عن إرسال دبابات ثقيلة من طراز "تشالنجر 2". سوليدار "تحت السيطرة" وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك السبت إرسال دبابات "تشالنجر 2" ومنظومات مدفعية إضافية لكييف كدليل على "نية المملكة المتحدة تكثيف دعمنا لأوكرانيا" وفقا لتقرير مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ولم يُحدّد عدد هذه الدبابات، لكن المملكة المتحدة أصبحت بذلك أول دولة تلتزم بتقديم هذا النوع من دبابات القتال لمساعدة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية. وكانت كييف قد استلمت دبابات ثقيلة سوفياتية التصميم من حلفائها، لكن لم تستلم أي دبابات غربية بعد. ورحّب زيلينسكي بالقرار البريطاني، مغردّا على تويتر أن قرار لندن "لن يقوينا في ساحة المعركة فحسب بل سيرسل أيضا الإشارة الصحيحة إلى شركاء آخرين". الأسبوع الماضي تعهّدت فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة تزويد أوكرانيا آليات مدرعة لنقل المشاة أو للاستطلاع هي 40 مدرّعة ألمانية من طراز ماردر و50 مدرّعة أميركية من طراز برادلي وعدد من مدرّعات "ا ام اكس-10" الفرنسية. وأكّدت وزارة الخارجية الروسية السبت أن إرسال لندن دبابات ثقيلة لكييف لن يؤدّي إلّا إلى "تكثيف" المعارك. في الجبهة، أعلن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو السبت أن مدينة سوليدار حيث تدور معارك طاحنة بين قوات كييف والقوات الروسية التي أعلنت الاستيلاء عليها، لا تزال "تحت سيطرة" أوكرانيا. وقال كيريلينكو "سوليدار تحت سيطرة السلطات الأوكرانية، قواتنا تسيطر عليها"، مشيرًا إلى أن هذه المدينة القريبة من باخموت هي من "أكثر النقاط سخونة" على الجبهة. قرب سوليدار، رأى مراسلو وكالة فرانس برس فرق إنقاذ تعالج جرحى أوكرانيين تم إجلاؤهم من الجبهة. ويقول المسعف فاديم "إن الوضع صعب لكن الأوكرانيين يحافظون على مواقعهم". "وقف إطلاق نار محلي" وذكرت وزارة الدفاع الروسية الجمعة في بيان أن "تحرير" مدينة سوليدار "استكمل (...) في 12 يناير مساء". بعد ذلك حيا الجيش الروسي "الأعمال الشجاعة" لمقاتلي مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي نفذ مقاتلوها "الهجوم المباشر على الأحياء السكنية في سوليدار"، في اعتراف نادر بين هاتين القوتين اللتين تنافستا في أغلب الأحيان على الأرض في أوكرانيا. ولا يزال القتال في سوليدار وما حولها مستعرًا منذ أشهر عدة، لكنه اشتد بشكل حاد في الأيام الأخيرة. على الصعيد الدبلوماسي، أبدت تركيا استعدادها للدفع من أجل إقامة مناطق "وقف إطلاق نار محلي" في أوكرانيا في ظل تعذر التوصل إلى اتفاق سلام معمم حاليا بين كييف وموسكو.واعتبر مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية إبراهيم قالن أن لا روسيا ولا أوكرانيا يمكنها "الانتصار في الحرب عسكريا"، مضيفا بأنه "سيتحتم عليهما في نهاية المطاف التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية مقبولة" من الطرفين. وقالت روزماري ديكارلو مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إنها لا ترى "أي مؤشر على انتهاء القتال".(أ ف ب)