بعد أكثر من عقد على اختفائه الغامض، أعلن براء هرموش، نجل المقدم حسين هرموش، أول ضابط انشق عن الجيش السوري عام 2011، عن وفاة والده تحت التعذيب في سجن صيدنايا، أحد أكثر السجون شهرة في سوريا. وفي منشور عبر فيسبوك، كتب براء: "المقدم البطل حسين هرموش شهيدًا جميلًا.. نقلًا عن شهود عيان، أعلن نبأ استشهاد أبي في 19 يناير 2012 في أقبية سجن صيدنايا، حيث واجه مصيره بشجاعة وإيمان، كما واجه الظلم منذ اليوم الأول لانحيازه لشعبه". من هو حسين هرموش؟في 9 يونيو 2011، كان المقدم حسين هرموش أول ضابط في الجيش السوري يعلن انشقاقه عن قوات نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وذلك بعد أشهر قليلة من اندلاع الثورة السورية. وفي ظهوره العلني الأول، وجّه خطابًا مؤثرًا قال فيه: "السلام عليكم يا حماة الديار.. نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار، عسكريين ومدنيين.. أنا المقدم حسين هرموش من ملاك الفرقة 11 قيادة الفرقة، أعلن انشقاقي عن الجيش وانضمامي إلى صفوف شباب سوريا مع عدد من عناصر الجيش الحر، ومهمتنا الحالية هي حماية المتظاهرين العزل المطالبين بالحرية والديمقراطية". بعد انشقاقه، قاد حسين هرموش عمليات عسكرية ضد قوات النظام، وكان أبرزها التصدي لاجتياح مدينة جسر الشغور في 2011، قبل أن يغادر إلى تركيا، حيث أسس "لواء الضباط الأحرار"، الذي لعب دورًا رئيسيًا في تشكيل "الجيش السوري الحر" لاحقًا. ولكن في ظروف غامضة، تم اختطافه في تركيا وتسليمه إلى النظام السوري، ليظهر بعد ذلك على شاشة التلفزيون الرسمي، وهو يدلي باعترافات قسرية حول انشقاقه، في مشهد صدم الكثيرين وأثار تساؤلات عن كيفية وصوله إلى قبضة أجهزة المخابرات السورية. بعد ظهوره الأخير، اختفى حسين هرموش تمامًا عن الأنظار، ولم يُعرف شيء عن مصيره، حتى جاء إعلان نجله مؤخرًا ليكشف عن مقتله تحت التعذيب داخل أقبية سجن صيدنايا، في 19 يناير 2012، بعد أشهر فقط من اختطافه. لم يكن حسين هرموش الضحية الوحيدة في عائلته، فقد تعرض 2 من إخوته للتعذيب حتى الموت في سجون النظام، كما قتل صهره أيضًا تحت التعذيب. حياة حسين هرموشوُلد المقدم حسين هرموش في قرية إبلين بجبل الزاوية، محافظة إدلب، وكان ضابطًا متخصصًا في الهندسة العسكرية. حصل بين عامي 1990 و1996 على دورة عسكرية متقدمة في روسيا، حيث تخرج من أكاديمية الهندسة العسكرية العليا "كوبيشوف" بتقدير ممتاز، وحصل على دبلوم في الترجمة من العربية إلى الروسية.لم يكن مجرد عسكري، بل كان مهتمًا بالبحث العلمي، حيث قدم أبحاثًا عن التكنولوجيا والأسلحة التقليدية وأسلحة الدمار الشامل، وشارك في دراسات على مستوى مدينة موسكو. برحيل حسين هرموش، تُطوى صفحة واحد من أوائل رموز الثورة السورية، ليكون أول الضباط المنشقين، ممهّدًا الطريق أمام موجة كبيرة من الانشقاقات.(المشهد)