التوتر بين مصر وإسرائيل في تصاعد مستمر منذ بدء حرب غزة. واشتدت هذه التوترات بعد تهديدات إسرائيلية ضمنية باستهداف السد العالي في أسوان وهو ما قوبل بردود فعل حازمة من الجانب المصري الذي اعتبر هذه التهديدات عبثية ولا تستحق الرد. وفي تطور عسكري لافت، كشفت تقارير إسرائيلية عن مخاوف من صفقة تسليح مصرية محتملة قد تغير قواعد اللعبة في المنطقة وسط تغيرات في الانتشار العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء ما أثار قلق المسؤولين الإسرائيليين.صفقة طائرات صينية وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن القوات المسلحة المصرية شهدت ترقيات كبيرة في العقود الأخيرة شملت المطارات والموانئ و المخابئ المُحصنة والأنفاق والجسور فوق وتحت قناة السويس، مما زاد من جاهزيتها العسكرية للتعامل مع أي تهديد. الإعلام الإسرائيلي وصف هذه التطورات بأنها "صحوة هارون"، مشيرا إلى أن إسرائيل تواجه واحدا من أكبر التحديات العسكرية وأكثرها تكلفة في تاريخها الحديث. وفقا للتقارير الإسرائيلية فإن مصر قد تحصل على صفقة مقاتلات صينية حديثة مزودة بصواريخ يصل مداها إلى 300 كيلومتر مما يمنح القوات الجوية المصرية ميزة تكتيكية هائلة و تفوقا واضحا في سماء المنطقة. تزامنًا مع هذه التطورات، نشرت الشرطة المصرية مقاطع فيديو أظهرت استعراضا لوحدات البلاك كوبرا الخاصة وهي أقوى فرق النخبة بالوزارة في خطوة تعكس جاهزية مصر لأي تحديات إقليمية. مغامرة غير محسوبةوفي التفاصيل، قال مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، العميد خالد عكاشة، إن التحركات المصرية منطقية بدون شك في منطقة تموج بالمخاطر والتهديدات ليست خاصة بقطاع غزة وحدها ولكن ربما الإقليم كله ليس في أفضل أحواله. وأضاف في مقابلة مع برنامج "المشهد الليلة" على قناة "المشهد" أن "هذا الأمر ينعكس بشكل مباشر على ضرورة جاهزية القوات المسلحة المصرية وهذا قرار أظنه طبيعيا لدولة تقع في وسط هذا الحزام الناري الذي لم يسبق لمصر أن واجهت مثل هذا القدر من التهديدات على مختلف محاورها الإستراتيجية". وردًا على سؤال حول ما يقلق الجانب المصري في التحركات الأخيرة، قال عكاشة إن ما يقلق مصر في المقام الأول أن تقوم تل أبيب بأي نوع من أنواع المغامرات غير المحسوبة أو أي تغول على السيادة المصرية وعلى الضوابط الحاكمة للعلاقات المصرية الإسرائيلية ومرجعيتها معاهدة السلام أو أي شكل من أشكال التصرف المتهور تجاه الأشقاء الفلسطينيين فيما يخص الشريط الحدودي.تهديد لاستقرار مصروحول التهديدات الإسرائيلية بقصف السد العالي، رأى الخبير الأمني المصري أن مثل هذه التصريحات تأتي في إطار الصخب الإعلامي الذي ليس له أساس على أرض الواقع، لافتا إلى أن تل أبيب لم تقدم على مغامرة من هذا النوع ولكن هناك بعض الشخصيات الإسرائيلية طالما أطلقت تصريحات متهورة خلال حرب غزة. وأكد أن الأمر لن يصل إلى مغامرة بهذا الشكل والتي ستؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع مصر لإدراك تل أبيب أن القوات المسلحة المصرية على قدر عال من الجاهزية ولن يكون الأمر بهذه البساطة. وأشار إلى وجود بعض الأصوات العاقلة في إسرائيل تقوم بالرد عندما تنفلت مثل هذه التصريحات وتؤكد احترام معاهد السلام مع مصر وأن تل أبيب لا يمكن أن تضحي بعلاقات إستراتيجية مع مصر. وفيما يتعلق بالاستعراض الذي قامت به وحدة الكوبرا التابعة للشرطة المصرية، قال عكاشة إن الهدف من الاستعراض هو بعث رسالة بأن القاهرة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة أو تعنت إسرائيلي فيما يخص تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. وقال إن مصر تعاملت مع مقترحات تهجير الفلسطينيين على اعتبار أنها تهديد مباشر لاستقرارها الوطني وتصرفت على هذا الأساس.(المشهد)