أمام كل فرصة لإنهاء الحرب في غزة، يُسجل وزير الخارجية الأميركي حضورًا في الشرق الأوسط، بهدف الدفع قُدمًا للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، إلا أنّ إصرار طرفَي الصراع خصوصًا في إسرائيل، دائمًا ما يُفشل هذه المساعي للتسوية السلمية. ووصل بلينكن أمس إلى القاهرة في مستهل جولة من شأنها أن تشمل جميع الدول ذات الصلة بالصراع، لممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل و"حماس"، بهدف وقف الحرب. أمام ذلك، يبدو الموقف أكثر تعقيدًا، خصوصًا بعد إعلان وزيرين من حكومة الحرب الإسرائيلية استقالتهما، ما يجعل الولايات المتحدة تقف أمام توجّه واحد مطالب باستمرار الحرب، وهو التيار الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وحلفاؤه من اليمين المُتطرف، فيما تتعالى الأصوات المُطالبة بحل الحكومة الإسرائيلية وإجراء انتخابات مُبكّرة. ولكن وفقًا لمحلّلين إسرائيليّين، فإنّ هذا المطلب صعب تحقيقه خصوصًا بعد الدعم الواسع للحكومة الإسرائيلية من الكنيست الإسرائيلي، فضلًا عن الدعاية الواسعة التي صاحبت تحرير 4 أسرى إسرائيليّين من غزة. ضبابية هذا المشهد، دفعت الرئيس الأميركيّ جو بايدن، إلى إعلانه عن تقديم مشروع جديد بمجلس الأمن، يكون ملزمًا لجميع الأطراف من أجل إطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب في غزة.الكرة في ملعب "حماس"وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، سامويل روبيرغ، إنّ زيارة وزير الخارجية لعدد من الدول في المنطقة، تهدف بشكل أساسيّ إلى وقف الحرب في غزة. وأضاف في مقابلة مع قناة "المشهد": "منذ بداية الحرب ولدينا جهود مشتركة مع المجتمع الدوليّ لإنهاء هذه الحرب"، لافتًا إلى أنّ بلينكن زار مصر والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورأينا بيانات مشتركة بين أميركا وعدد من دول المنطقة مثل الأردن وقطر وإسرائيل، كلها تهدف إلى وقف القتال".وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة تأمل أن تؤتي هذه الزيارة بثمارها ويتم الاتفاق على الهدنة الإنسانية، وقال: "نحن نرى أنه حان الوقت لإنهاء الحرب". وكشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، أنّ الولايات المتحدة ليس لديها مُقترح لوقف الحرب، ولكنّ المقترح الحالي هو مقترح إسرائيلي، مُشيرًا إلى أنّ تل أبيب سلّمت الإدارة الأميركية هذا المقترح، كما أرسلته إلى مصر وقطر لتوصيله إلى "حماس". وقال روبيرغ إنّ الكرة الآن في ملعب "حماس" لكي توافق على الهدنة الإنسانية، لافتًا إلى أنّ إسرائيل توافق على هذا المقترح ومستعدة لتنفيذه. وأضاف: "الشعب الفلسطينيّ يحتاج إلى هدنة إنسانية ضرورية تستمر لمدة 6 أسابيع، وإدخال مزيد من المساعدات"، مضيفًا: "خلال هذه الهدنة سيتم التفاوض على باقي مراحل إنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى."ليس لنا جنود على الأرض في غزة"وردًا على التقارير التي أشارت إلى مشاركة الولايات المتحدة في عملية تحرير الأسرى من مُخيم النصيرات، قال روبيرغ: "من بداية الحرب أعلنت الولايات المتحدة أنها تقوم بالتنسيق الاستخباراتيّ مع إسرائيل، والعسكري، ولكن ليس لنا جنود على الأرض في غزة". ورأى أنّ أسرع طريق لضمان إطلاق سراح الأسرى من غزة، هو وقف الحرب والوصول إلى اتفاق بين "حماس" وإسرائيل. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إنّ الولايات المتحدة لا تستخدم الرصيف في غزة إلا بهدف توصيل المساعدات الإنسانية القادمة من قبرص لسكان غزة، لافتًا إلى أنّ هناك تشويشًا من بعض الأطراف التي تدعم "حماس"، بهدف عرقلة أيّ فرصة للهدنة. هل ما زالت أميركا تنظر في سيناريوهات مستقبل غزة؟ يُجيب المتحدث باسم الخارجية الأميركية بقوله: " لا بد للشعب الفلسطيني أن يأخذ زمام الأمور وتكون هناك سلطة فلسطينية توفر الخدمات الأساسية للشعب". وأوضح أنّ الإدارة الأميركية تراقب ما يحدث في غزة الآن. وقال: "بعد 17 سنة من سيطرة "حماس" على قطاع غزة، لم توفر للقطاع إلا الدمار والموت". وحول إمكانية قيام الولايات المتحدة إلى التفاوض مباشرة مع "حماس" لإطلاق سراح الأسرى الأميركيّين المحتجزين في غزة، قال روبيرغ، إنّ واشنطن الآن تركز مع الدول الأخرى على الوصول إلى وقف الحرب، والوصول إلى اتفاق لإطلاق سراح كل الأسرى، ولا تنظر إلى أيّ مسار آخر الآن. (المشهد)