في ظلّ التصعيد الكبير الذي تشهده الساحة اللبنانية أخيراً عقب تطوّرات الحرب بين إسرائيل و"حزب الله"، وبعد تكثيف الجيش الإسرائيلي من استهدافاته على جنوب لبنان والبقاع وغيرها من المناطق، نزح آلاف اللبنانيين وحتى السوريين من هذه المناطق التي باتت تعتبر مناطق حرب وشديدة الخطورة بحثاً على أماكن أخرى تأويهم. الكثير من هؤلاء لجأوا إلى بيروت ومناطق عدّة في محافظة جبل لبنان، والبعض أيضاً لجأ إلى سوريا، بحثاً عن القليل من الأمان. اللبنانيون في سوريا تناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أخبار النزوح المعاكس الذي يحصل، فبعدما كان لبنان يستقبل النازخين من سوريا، باتت اليوم سوريا، عقب التطوّرات الأمنية والميدانية هي التي تستقبل اللبنانيين النازحين.وتحدّثت المعلومات عن أنّ الآلاف بين لبنانيين وسوريين نزحوا باتجاه سوريا في الأيّام القليلة الماضية.في هذا السياق، أشار مصدران أمنيان سوريان لوكالة "فرانس برس"، اليوم الخميس، إلى أنّ أكثر من 22 ألف شخص، الجزء الأكبر منهم سوريون، عبروا الحدود من لبنان، منذ مطلع الأسبوع. ودخل "أكثر من 6 آلاف لبناني ونحو 15 ألف سوري عبر معبر جديدة يابوس بشكل طارئ، منذ 3 أيام حتى صباح الخميس"، وفق ما أفاد مصدر أمني سوري، تزامنا مع إعلان مصدر أمني آخر أن "نحو ألف لبناني وما يُقارب الـ 500 سوري آخرين دخلوا عبر معبر جوسيه"، منذ الاثنين. وانتشرت مقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر نزوح العائلات باتجاه سوريا. فعلى وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة، انتقلت الكثير من العائلات اللبنانية إلى مناطق في سوريا حيث لهم أقارب أو أصدقاء. ولمواكبة موجات النزوح هذه، اتخذت السلطات السورية مجموعة من التدابير، حيث أعلنت وزارة الصحة استعدادها لاستقبال المصابين وتقديم العلاج لهم. كما تم تجهيز المعابر بسيارات إسعاف على مدار الساعة، إضافة إلى تواجد فرق طبية وإمدادات من الأدوية والمعدات الطبية المطلوبة. كما قامت مفوضية شؤون اللاجئين بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري بالتواجد عند الحدود لتوفير الطعام والمشرب والأغطية والفرش للقادمين. (المشهد)