قال اتحاد طلاب جامعة كولومبيا الأميركية في نيويورك الأحد إن عملاء من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتقلوا محمود خليل طالب الدراسات العليا الفلسطيني الذي لعب دورا بارزا في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين بالجامعة العام الماضي.وذكر الاتحاد في بيان أن عملاء من وزارة الأمن الداخلي الأميركية اعتقلوا خليل الذي يدرس بكلية الشؤون الدولية والعامة من مقر إقامته الجامعي السبت.وكان خليل أحد المفاوضين مع مسؤولي الجامعة نيابة عن الطلاب المحتجين المؤيدين للفلسطينيين الذين أقاموا مخيما احتجاجيا داخل الجامعة العام الماضي وسيطروا على مبنى أكاديمي لعدة ساعات في أبريل قبل أن تدخل الشرطة الحرم الجامعي وتلقي القبض عليهم. ولم يكن خليل ضمن المجموعة التي سيطرت على المبنى لكنه كان وسيطا في المفاوضات التي جرت بين المحتجين ومسؤولي الجامعة.واعتقال خليل من بين أولى الخطوات التي يتخذها ترامب على ما يبدو للوفاء بوعده بالسعي إلى ترحيل بعض الطلاب الأجانب الضالعين في حركة الاحتجاج المؤيدة للفلسطينيين.وقال الاتحاد الطلابي إن زوجة خليل مواطنة أميركية وإنه يحمل بطاقة إقامة دائمة. ولا يزال خليل قيد الاحتجاز الأحد.وأحجمت زوجة خليل عن التعليق من خلال أحد زملاء زوجها في الدراسة.وقال متحدث باسم جامعة كولومبيا إن الجامعة ممنوعة بموجب القانون من مشاركة المعلومات عن الطلاب الأفراد.ولم يرد متحدثون باسم ترامب ووزارة الأمن الداخلي ووزارة الخارجية، التي تشرف على نظام التأشيرات في البلاد، على طلبات للتعليق.ولم يتضح بعد على أي أساس جرى احتجاز خليل.وفي مقابلة مع "رويترز" قبل ساعات قليلة من اعتقاله السبت، قال خليل إنه يشعر بالقلق من استهدافه من قبل الحكومة وبعض الجماعات المحافظة المؤيدة لإسرائيل بسبب التحدث إلى وسائل الإعلام.ترامب يلغي عقوداوقالت إدارة ترامب يوم الجمعة إنها ألغت عقودا حكومية ومنحا لجامعة كولومبيا بقيمة حوالي 400 مليون دولار.وقالت الحكومة إن التخفيضات وجهود ترحيل الطلاب ترجع إلى الأنشطة المعادية للسامية في حرم جامعة كولومبيا في مانهاتن وقربه.وقال خليل قبل اعتقاله "ما الذي يمكن لجامعة كولومبيا أن تفعله لإرضاء الكونغرس أو الحكومة الآن؟"، مشيرا إلى أن الجامعة استدعت الشرطة مرتين لاعتقال المحتجين واتخذت إجراءات تأديبية بحق العديد من الطلاب والموظفين المؤيدين للفلسطينيين، وأوقفت بعضهم عن الدراسة.وأضاف "لقد أسكتوا إلى حد بعيد أي شخص يدعم فلسطين في الحرم الجامعي وهذا لم يكن كافيا. من الواضح أن ترامب يستخدم المحتجين كبش فداء لبرنامجه الأوسع نطاقا في محاربة التعليم العالي ونظام التعليم في رابطة آيفي (لجامعات النخبة) والنيل منه".وفي معرض ردها على قرار تقليص المنح المقدمة للجامعة يوم الجمعة، قالت الرئيسة المؤقتة للجامعة كاترينا أرمسترونغ إن الجامعة ملتزمة بمكافحة معاداة السامية وإنها "تعمل مع الحكومة الاتحادية لمعالجة مخاوفها المشروعة".ويطالب خليل وزملاؤه المحتجون منذ عدة سنوات جامعة كولومبيا بإنهاء استثماراتها في شركات تصنيع الأسلحة والشركات التي تدعم الجيش الإسرائيلي. وفي العام الماضي، قالت جامعة كولومبيا إنها ستنظر في تسريع بعض مطالب الطلاب من خلال لجنة الاستثمارات التابعة لها.احتجاز "مفزع"قالت مريم علوان، وهي طالبة في السنة الأخيرة بجامعة كولومبيا كانت تحتج إلى جانب خليل، إن إدارة ترامب تحط من قدر الفلسطينيين.وأضافت "أشعر بالفزع تجاه ما حدث لصديقي العزيز محمود، وهو مقيم قانوني، وينتابني الرعب من أن تكون هذه مجرد بداية".وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي إن الطلاب الدوليين الذين يدعمون حركة "حماس" يواجهون خطر إلغاء تأشيراتهم وترحيلهم.وأصدرت الجامعة يوم الخميس بروتوكولا منقحا حول كيفية تعامل الطلاب وموظفي الجامعة مع عملاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية الذين يسعون إلى دخول ممتلكات الجامعة الخاصة.وقالت الجامعة إنها قد تسمح لعملاء الوكالة بدخول ممتلكاتها الخاصة في "ظروف قاهرة" لم تحددها دون حصولهم على مذكرات احتجاز قضائية.وقال اتحاد الطلاب في بيانه "بالسماح لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بدخول الحرم الجامعي، تستسلم جامعة كولومبيا لهجوم إدارة ترامب على الجامعات في جميع أنحاء البلاد وتضحي بالطلاب الدوليين لحماية أموالها".ويعيش خليل في مبنى سكني جامعي بالقرب من الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة كولومبيا.(رويترز)