فضيحة تسريبات "سناب شات" في المغرب، تصدرت المشهد المغربيّ في الأيام الماضية. فالمغاربة استفاقوا في بحر الاسبوع على وقع فضيحة مدوّية تتعلق بتسريب بيانات آلاف مستخدمي تطبيق "سناب شات" للتواصل الاجتماعي، حيث وجد آلاف الأشخاص صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم التي تمت مشاركتها في هذا التطبيق منشورة في مواقع وتطبيقات أخرى.وتعدّ فضيحة تسريبات "سناب شات" في المغرب من أكبر الفضائح الرقمية التي تهزّ هذا البلد الإفريقي في الأعوام الأخيرة، والتي تطرح تساؤلات عدة عن مدى الأمان والخصوصية على الشبكة العنكبوتية.صدمة فضيحة تسريبات "سناب شات" في المغرب يعيش المغاربة حالة من الصدمة والاستنكار بعد انتشار تسريبات تضم بيانات حساسة تتعلق بالحياة الخاصة لآلاف مستخدمي تطبيق سناب شات، حيث تضمنت هذه التسريبات آلاف الصور والفيديوهات المخلّة بالحياء لشباب وفتيات من المغرب تم نشرها على شكل ملفات. وفجّر الناشط المغربيّ والخبير في الأمن الرقميّ والبرمجيات أمين رغيب، قضية تسريبات سناب شات في فيديو نشره على حسابه على موقع التواصل "فيسبوك"، أشار فيه إلى أنه تم قرصنة حسابات عدة على تطبيق "سناب شات"، واختراق هواتف الضحايا وسرقة محتوياتها الخاصة وعرضها في مواقع وتطبيقات تعمل بتقنية التخزين السحابي، حيث يمكن الولوج إليها بسهولة من طرف الجميع. ويُعزى سبب نشر هذه الكمية الكبيرة من البيانات الخاصة لمستخدمي "سناب شات"، إلى كون القراصنة استغلوا تحميل الضحايا لتطبيقات مجهولة أو زيارتهم لمنازل مزودة بكاميرات مراقبة متصلة بالإنترنت، تصوّر ما يحدث داخلها من دون علمهم.تفاصيل جديدة عن تسريبات "سناب شات" في المغربولا تخصّ التسريبات تطبيق "سناب شات" فقط، بل تخص محتويات هواتف تم اختراقها من طرف الهاكرز، من خلال استغلال ثغرات أمنية في التطبيقات غير الآمنة، أو روابط ملغومة يتم الولوج إليها من طرف الضحايا من دون علمهم، إضافة إلى اختراق قواعد بيانات كاميرات المراقبة المثبتة داخل البيوت.وأثارت التسريبات ردود فعل غاضبة ومستنكرة وشط الشارع المغربي، الذي طالب بالتحقيق في هذه الفضيحة ومحاسبة المسؤولين عنها، فيما شكك آخرون في حقيقة التسريبات، بينما اتهم ناشطون آخرون كاشف هذه الفضيحة بالتشهير والترويج للتطبيق الذي يتضمن هذه الملفات المسربة. وفي هذا الصدد، تواصلت منصة "المشهد" مع الخبير في الأمن المعلوماتيّ والناشط على شبكات التواصل الاجتماعي، أمين رغيب، الذي كان أول من يكشف هذه الفضية، حيث قال إنّ "هذه التسريبات حقيقية وليس مفبركة، وتهدد الأمن العام بالمغرب وكثير من الدول العربية، كما تهدد الاستقرار الأسريّ لآلاف العائلات التي وجدت نفسها أمام فضيحة من العيار الثقيل، والتي تتجلي في نشر حياتها الخاصة للعموم". وأضاف رغيب أمين في حديثه لـ"المشهد"، أنّ الأمر لا يتعلق باختراق قاعدة بيانات تطبيق "سناب شات"، بل هناك احتمالية بأنه تم اختراق حسابات المستخدمين واستغلال محتوياتها وتخزينها في جهة خارجية، كما تم استغلال مقاطع الفيديو التي تم بيعها من طرف فتيات بمحض إرادتهنّ ورغبتهنّ، لأطراف أخرى بمقابل مادي. فضيحة تسريبات "سناب شات" في المغرب تهديد الأمن العام وحول خطورة هذه التسريبات على الأمن العام بالمغرب، يقور رغيب لـ"المشهد"، إنها تتجلى في خلق نوع من عدم الشعور بالأمن والطمأنينة، خصوصًا في ما يتعلق بالتعامل مع كاميرات المراقبة المثبتة في المنازل الخاصة والشقق المخصصة للكراء. وستؤثر على كثير من الروابط العائلية خصوصًا أنّ التسريبات كشف حجم خطورة عدم مراقبة وتتبع الوالدين أنشطة وطريقة استغلال أبنائهم للأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعمد كثير من المراهقين خصوصًا الفتيات إلى تصوير أنفسهنّ في أوضاع مختلقة، وببِعنَ صورهنّ ومقاطع فيديو مخلّة بالحياء، مقابل المال.وقال الخبير المتخصص في الحماية والأمن المعلوماتي، إنّ هذه التسريبات تكتسي طابعًا جنائيًا، إضافة إلى جريمة الاتجار بالبشر، والتي تجسدها تطبيقات البث المباشر الخاصة التي تعمل على تصوير المشاركين فيها بمقابل مادي، والاحتفاظ بالمقاطع وعرضها للبيع في المواقع الإباحية العالمية. وطالب الخبير المغربيّ بضرورة تقديم الضحايا لبلاغات لدى مصالح الأمن لضمان عم انتشار صورهم على نطاق واسع أو إعادة استغلالها مرة أخرى، كما نصح المستخدمين بحماية بياناتهم الشخصية، وعدم التعرض للمخاطر الرقمية، وتجنّب أيّ مواقع أو تطبيقات مشبوهة وغير آمنة.وقال رغيب إنّ الكثير من الضحايا قاموا بالتواصل معه، من أجل مساعدتهم في حذف البيانات المتعلّقة بهم.ومباشرة بعد قيام الخبير المغربيّ بنشر مقطع فيديو يكشف فيه عن هذه الفضيحة المزلزلة، تم حذف الكثير من الملفات التي تتضمن التسريبات، كما أنّ ما يروّج حاليًا، يبقى شيئًا قليلًا، مقارنة مع الحجم الهائل الذي تم اكتشافه في البداية، يضيف أمين رغيب. ليس المغرب فقطولكنّ المثير في فضيحة تسريبات "سناب شات" في المغرب، هو أنها لا تشمل صورًا وفيديوهات فقط لفتيات من المغرب، بل أيضًا لفتيات ونساء من مختلف الدول العربية، كما أنها تحمل هويات أصحابها الحقيقية، وقد تم تصنيفها في مجلدات كبيرة.من جهة أخرى، قال الخبير المتخصّص في الأمن السيبرانيّ أنس القصايبي، إنّ تسريب هذا الكمّ الهائل من البيانات، لا يتعلق باختراق تطبيق سناب شات كما يتم الترويج له على نطاق واسع، بهل هناك جيوش هاكر متخصصون في تجميع البيانات من صور ومقاطع فيديو من جميع التطبيقات، ويتم عرضها للبيع في شبكة الإنترنت العادية أو الاإنترنت المظلم أو ما يسمى بـ"الدارك ويب". ويضيف القصايبي في حديثه لمنصة "المشهد"، أنّ ما يتم الحديث عنه بخصوص تسريب صور ومقاطع فيديو تخص المغربيات فقط، لا يستقيم والحال أنّ التطبيق الذي قام بنشر المحتويات المنتشرة عبر الإنترنت، لا يخص دولة واحدة، بل يشمل أغلب الدول العربية، وقد تم التركيز على المغرب بسبب البحث الكبير الذي قام به المغاربة والعرب، على هذه المحتويات المسربة من باب الفضول والرغبة في الاستكشاف. ويضيف القصيبي أنّ الاطّلاع على محتويات التسريبات يُظهر تصنيفات لدول متعددة، كما يضم مقاطع مفبركة وأخرى مجتزأة من الموقع الإباحية، تم تجميعها وضمها لبعض التصنيفات كي تظهر أنها حقيقية.وحذّر القصيبي من تخزين الصور الخاصة في تطبيقات مجهولة، وكذا ربط كاميرات المراقبة الداخلية بشبكة الإنترنت لما قد ينجم عن ذلك من تهديد للأمن الشخصيّ والعام.(المشهد)