سيواجه الرئيس السابق دونالد ترامب البالغ من العمر 77 عامًا، الرئيس الحاليّ جو بايدن الذي يبلغ من العمر 81 عامًا، والذي حقق، وفقًا للمعايير التقليدية، فترة ولاية ناجحة، فالاقتصاد يتمتع بصحة جيدة، والبطالة منخفضة، والنمو قوي، وتتفوق الولايات المتحدة في الأداء على معظم الدول الصناعية، وبعد أن أحبط ترامب معنويات حلفاء الولايات المتحدة في ولايته الأولى، قام بايدن بإعادة تنشيط الناتو وتوسيعه في الردّ على الهجوم الروسيّ لأوكرانيا.لكنّ فرص الرئيس السابق في استعادة السلطة كبيرة، لأنّ بايدن لا يزال لا يحظى بشعبية كبيرة، حيث إنّ ارتفاع أسعار البقالة والإيجارات يحرم الأميركيّين من الحياة الطبيعية التي وعد الرئيس بإعادتها إليهم بعد الوباء، بحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية.ويستغل ترامب فشل خليفته في حل أزمة الحدود، لإثارة المخاوف في جميع أنحاء البلاد من غزو المهاجرين، الذي يمكن أن يُضعف الثقافة الاجتماعية البيضاء في أميركا من خلال الديماغوجية التي تذكّرنا بشكل مخيف بالفاشية في الثلاثينيات.والشيخوخة الملحوظة لبايدن، بما في ذلك مشيته المتصلبة وصوته الرخيم، وفقدان الشخصية الناشطة، التي كانت علامته التجارية لعقود من الزمن، تعني أنّ العديد من الناخبين يشككون في أنه مؤهّل لولاية ثانية تنتهي عندما يبلغ من العمر 86 عامًا.ماذا سيفعل دونالد ترامب؟تهديد ترامب للمؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون ليس مسألة تخمين، فهو يخبر بالضبط بما سيفعله إذا أصبح ثاني قائد أعلى سابق فقط - بعد غروفر كليفلاند في عام 1892 - يفوز بولاية ثانية غير متتالية.ببساطة، يترشح ترامب على البرنامج الأكثر تطرّفًا في التاريخ الحديث، حيث يدعو إلى إلغاء الدستور، ويريد من المحكمة العليا أن تمنح الرئاسة سلطات غير مقيدة، وهو ما يعتزم استخدامه في مسعى شخصي "للانتقام" من أعدائه. وهو يتعهد بإلغاء الخدمة المدنية في الدوائر الحكومية وملء المناصب بالنشطاء السياسيّين. وأشار أيضًا إلى أنه سيستخدم وزارة العدل ليس كحكم شبه مستقل لسيادة القانون، ولكن كآلة سياسية شخصية لإنفاذ القانون. ويخشى العديد من المسؤولين السابقين في إدارة ترامب من انسحابه من الناتو، وتدمير النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، والوقوف إلى جانب الديكتاتوريّين.ويقول إنّ المهاجرين غير الشرعيّين "يسممون دماء" البلاد، وتوعد بعمليات ترحيل جماعية ومعسكرات اعتقال. لقد أشار إلى الطغاة في الثلاثينيات من خلال وصف خصومه بـ "الحشرات". ليلة الثلاثاء، حرّض ترامب بالفعل على العنف لتحقيق أهدافه، مؤيديه، من أنه إذا لم يفز في نوفمبر، "فلن يكون لدينا دولة".كان من المألوف ذات يوم أن يقوم المدافعون عن ترامب بتوبيخ أولئك الذين يأخذون تهديداته حرفيًا. ولكن بعد رعب 6 يناير 2021، عندما قام حشد من الغوغاء المؤيدين لترامب، الذين طلب منهم "القتال بشدة" بضرب ضباط الشرطة، ونهبوا مبنى الكابيتول الأميركي، وحاولوا منع رئاسة بايدن الشرعية، يبدو خطابه وكأنه نذير مخيف لحرب جديدة، ولفترة الثانية أكثر تطرّفًا بكثير من الأولى.حرب غزة أضعفت جو بايدنولكن على الرغم من انتصاراته الضخمة في الولايات الرئيسية وهيمنته على سباق المندوبين، بحلول صباح الأربعاء، حصل على 1040 صوتًا مقارنة بـ86 صوتًا لهيلي، سلطت الحملة التمهيدية للرئيس السابق الضوء على المسؤوليات الحقيقية. وفي ولاية تلو الأخرى، تفوقت هيلي على ترامب في مناطق الضواحي التي تعدّ موطنًا للناخبين الجمهوريّين المعتدلين والأكثر تعليمًا. وهذا أمر مهمّ لأنّ هذه هي المناطق التي ستقرر انتخابات 2024، وعلى بايدن إقناع العديد من ناخبي الحزب الجمهوريّ الذين ينفّرهم ترامب والذين صوتوا لهايلي باختياره.لكنّ بايدن لديه نقاط ضعفه الخاصة. وكانت هناك علامات تحذيرية واضحة على أنه يكافح من أجل إعادة بناء التحالف المتنوع، الذي ساعده على الفوز بالبيت الأبيض قبل 4 أعوام. وقد سلطت الانتخابات التمهيدية الأخيرة في ميشيغان، والتي شهدت ثورة منظمة من قبل الناخبين الأميركيّين العرب والشباب والتقدميّين، حول طريقة تعامله مع الحرب الإسرائيلية في غزة، الضوء على تعرض بايدن لاحتمال أن يقرر الأعضاء الرئيسيون في كتلته الانتخابية، البقاء في منازلهم في نوفمبر. والضغط الذي يقوم به ناخبو الطرف الثالث، بما في ذلك روبرت إف كينيدي جونيور، الذي تحول إلى ديمقراطيّ مستقل، يمكن أن يزيد من الضغط على هوامش بايدن في الولايات المتأرجحة الرئيسية، ويسلم الانتخابات إلى ترامب.يتعين على الأميركيّين الآن، أن يواجهوا حقيقة الانتخابات التي طالما خشيها الكثيرون، وهي مباراة العودة بين اثنين من المرشحين والتي مع ذلك يمكن أن تغير طابع الأمة.(ترجمات)