يسلط الهجوم الذي تسبب في انفجار آلاف أجهزة "البيجر" التي يستخدمها أعضاء "حزب الله"، يوم الثلاثاء، الضوء على حقيقة غير مريحة هي أنّه من الصعب تأمين سلسلة توريد الإلكترونيات الحديثة ضد عدو مصمم ومتطور، وفق تقرير لـ"واشنطن بوست".ويصف الخبراء الهجوم الإسرائيلي بأنه لا مثيل له في تاريخ التجسس من حيث نطاقه وعدد الضحايا، ويعتقدون أن الخطر ضئيل بأن تحذو حكومات أخرى حذوها في تزوير الإلكترونيات الاستهلاكية بهذه الطريقة. لكن هجوم لبنان يحيي سيناريو أسوأ حالة تم طرحه منذ فترة طويلة والذي أزعج الحكومات بما في ذلك الولايات المتحدة مع تزايد تعقيد الأجهزة الإلكترونية وتشابك سلاسل التوريد العالمية. وقد يضيف الحادث زخماً للجهود السياسية من جانب الولايات المتحدة وغيرها لتوطين المزيد من إنتاج التقنيات الحيوية في الداخل أو مع حلفاء موثوق بهم. في هذا السياق، قال مارك مونتغمري، مدير السياسات السابق للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "هذا يكشف عن نوع المخاطر التي نواجهها، مع تشغيل الأجهزة والبرامج في بلدان مثيرة للقلق". ولم تعرف الأصول الدقيقة لأجهزة "البيجر" التي يستخدمها "حزب الله" حتى يوم الأربعاء. وقال دانييل كاسترو، نائب رئيس مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار، الذي قام سابقًا بمراجعة أمن تكنولوجيا المعلومات للوكالات الفيدرالية، "عندما تكون لديك هذه الأسواق العالمية، يصبح من الصعب في بعض الأحيان معرفة المصدر بالضبط".وبعد عقود من العولمة، بدأ المسؤولون في واشنطن بالتحذير من أن الاعتماد على الشركات المصنعة في الخارج في كل شيء من البطاريات إلى رافعات الشحن يمكن أن يجلب مخاطر أمنية. وقد دفع كل من الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس جو بايدن إلى إعادة المزيد من الإنتاج التكنولوجي إلى الولايات المتحدة. وأطلقت الحكومات في أوروبا والصين وأجزاء أخرى من العالم حملات مماثلة.تفتيش الشحنات من المرجح أن يدفع الهجوم على أجهزة "البيجر" في لبنان وكالات الأمن في مختلف أنحاء العالم إلى إعادة تقييم التهديدات المحتملة التي تواجهها. ويقول الخبير في سلسلة التوريد في شركة كرول الاستشارية لمخاطر الأعمال مايكل وات:الحكومات قد تبدأ في زيادة عمليات التفتيش على شحنات السلع الاستهلاكية الداخلة والخارجة من موانئها.ينبغي أن يكون هذا بمثابة جرس إنذار للحكومات الوطنية للنظر في أي ثغرات في ضوابط الجمارك الخاصة بها. إلا أنّ شبكة التجارة الدولية التي تدعم صناعة الإلكترونيات تعتمد على مبدأ أن غالبية السلع تعبر الحدود من دون تدقيق يذكر. هنا قال وات: "من شأن هذا أن يؤدي إلى اختناقات إضافية في سلاسل التوريد إذا كانت كل السلع بحاجة إلى تفتيش إضافي".(ترجمات)