من الواضح أنّ الأيام والأسابيع المقبلة ستحمل الكثير من التطورات السياسية في طياتها، في الوقت الذي يواصل جنود الجيش الإسرائيليّ القتال في قطاع غزة، ولا يزال 100000 إسرائيليّ بعيدين عن منازلهم، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.وفي السياق، لخّص حدثان سياسيان جذور المشاكل التي وقعت على إسرائيل منذ تأسيس الحكومة الحالية في أواخر ديسمبر 2022، حيث بات جلّيا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو، يبذل كل ما بوسعه لتهدئة شركائه اليمينيّين المتطرفين من أجل البقاء السياسي، حتى لو على حساب مصير شعبه.وكان اللافت خطاب شديد اللهجة لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مؤتمر صحفيّ مساء الأربعاء، الذي أشار فيه علنًا إلى أنّ تردد نتانياهو عقب بدء حرب غزة، نابع من عدم رغبته في دفع ثمن سياسي.ويشبه خطاب غالانت بشكل كبير، خطابه الشهير في 25 مارس 2023، الذي عُرف باسم "ليلة غالانت"، والذي دعا فيه غالانت في ذلك الوقت نتانياهو، إلى وقف الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل، بسبب الأضرار المحتملة للأمن القوميّ الإسرائيلي.والجدير بالذكر، أنّ غالانت كان على خلاف مع وزير العدل الإسرائيليّ ياريف ليفين، الذي كان له نفوذ كافٍ على نتانياهو لمواصلة دفع الإصلاحات.توتر إسرائيلي داخليوردّ نتانياهو في ذلك الوقت، بالإعلان عن إقالته لغالانت، ونزل عشرات الآلاف من الإسرائيليّين إلى الشوارع للتظاهر دفاعًا عن وزير الدفاع، كما أثارت الأحداث سلسلة من ردود الفعل التي أدت إلى وقف الإصلاحات، من أجل مواصلة المفاوضات في مقر إقامة الرئيس. ومسلّحًا بذكرى "ليلة الشجاعة"، شكك وزير الدفاع بثقة، في دوافع رئيس الوزراء الإسرائيلي، مع العلم أنه من غير المرجح أن يقيله نتانياهو هذه المرة. وأدى الخطاب إلى توتر بين الطرفين، والذي كان ظاهرًا إلى العلن منذ شهور. ويبدو أنّ التوتر السياسيّ في الداخل الإسرائيلي، يتفاقم يومًا بعد يوم، حيث طالب وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش نتانياهو، بالإعلان بشكل حاسم أنّ السلطة الفلسطينية لن تدخل قطاع غزة أبدًا كهيئة إدارية مدنية. ووجهت انتقادات من 6 وزراء وبينهم الليكود، لغالانت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما تسبب بارتفاع نسبة التوتر داخل الحكومة.(ترجمات)