بعد انتهاء زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين لبيروت ومع تواصل الوسط التكتم الشديد بخصوص ما تناولته وما هو متوقع منها، صعّدت إسرائيل من هجماتها في كل أنحاء لبنان في الأيام الأخيرة ما يدفع للتساؤل حول أسباب هذا التصعيد وأهدافه من ورائه، مقابل اكتفاء "حزب الله" بعمليات محدودة لم تمس المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية. ومنذ بداية الحرب على لبنان وللمرة الأولى توغل الجيش الإسرائيلي في بلدة ديرميماس على مسافة 2.5 من أقرب نقطة إسرائيلية بدعوى السماح لـ60 ألف إسرائيلي بالعودة لمنازلهم. وتقدمت الآليات الإسرائيلية وفق التقارير في نقاط عدة من بينها بلدة الخيام وبلدة البياضة الساحلية جنوبا، رغم أنها قوبلت بمقاومة من مقاتلي "حزب الله".أهداف إسرائيلويعلق الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس فرحات على أهداف التوغل الإسرائيلي في ديرميماس وإلى أي مدى قد يكون مؤشرا على توغل بري أوسع قد تفكر إسرائيل في تنفيذه، مؤكدا في تصريح لقناة "المشهد" أن إسرائيل وضعت أهدافها الإستراتيجية في بداية أكتوبر وحددتها بإعادة تشكيل الشرق الأوسط واحتلال القسم الليطاني والقضاء على "حزب الله".ويتابع خلال مداخلة في برنامج "المشهد الليلة" أن "إسرائيل عندما بدأت الهجوم البري جوبهت بمقاومة شديدة على الحدود ويلفت إلى أن هجماتها لم تحقق التقدم الذي كانت ترنو إليه رغم أنها دفعت بقوات النخبة لذلك اكتفت باحتلال الحد الأمامي وتفجير ما أمكنها من بيوت ومنازل ومعظمها مهجور ومدمر كليا". وأوضح أن القوات الإسرائيلية تحاول الآن التقدم على 3 محاور: المحور الشرقي: نحو بلدة الخيام لكنها لا تزال إلى الآن غير قادرة على الالتفاف لا على شمالها ولا على شرقها أو غربها "وهي تخوض معارك عنيفة هناك وقواتها تتعرض لقصف بالصواريخ وأسراب الطائرات المسيرة". المحور الثاني: في اتجاه منطقة بياضة من أجل تطويق الناقورة وهي آخر مدينة جنوب لبنان وفيها مقر القوات الدولية. لكنها أيضا لم تحقق أي تقدم واضح بها لأنها كلما تقدمت قصفت ودمرت آلياتها. المحور الثالث: التقدم نحو ديميماس لكنها تواجه في هذه المنطقة صعوبات كبيرة بسبب تضاريسها الوعرة. وشدد الخبير العسكري على أن التقدم الإسرائيلي البري يحتاج لوقت طويل لأن هناك مقاومة دائمة تقف أمامه.موازنة "حزب الله"وبخصوص موازنة "حزب الله" بين ضبط النفس والرد على هجمات إسرائيل حتى لا ينجر الصراع لحرب شاملة ومن أجل إعادة التموقع وتوفير الطاقة، يقول الخبير العسكري إن "حزب الله" لم يقم منذ 8 أكتوبر بقصف أهداف مدنية أو إستراتيجية في إسرائيل كمحطات الكهرباء والوقود رغم أنه قادر على ذلك مكتفيا بقصف أهداف عسكرية. ويشير إلى أن إسرائيل في المقابل قصفت أهدافا مدنية لا علاقة لها بالحرب، معتبرا أن هناك قراراً داخل الحزب بعدم القيام بذلك. ولكنه يؤكد أن لا أحد يعرف إلى متى سيستمر "حزب الله" في هذا الخيار، متوقعا أنه ربما يحضر لحرب طويلة الأمد قد تدوم لسنة أو سنتين. (المشهد)