في 23 أغسطس، تحطّمت طائرة رجال الأعمال التي كانت تقل رئيس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، على بعد نحو 60 ميلًا شمال موسكو، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها. ومع وفاة بريغوجين، يناور الأشخاص والمنظمات داخل الحكومة الروسية الآن للسيطرة على شبكة علاقات وأصول "فاغنر" في القارة الإفريقية، وفقًا لتقارير غربية.وكانت مجموعة فاغنر، وهي شركة عسكرية خاصة، تعمل في العديد من البلدان الإفريقية منذ عام 2017، وشاركت في الصراعات مثل مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى. وقدمت "فاغنر" خدمات للأنظمة الإفريقية، بما في ذلك العمليات القتالية والأمن والتدريب، مقابل الدعم الدبلوماسي والموارد، وفقًا لصحيفة "فورين بوليسي" الأميركية.وبحسب المصدر ذاته، سمح استخدام المجموعة لروسيا بتوسيع نطاقها الجيوستراتيجي بتكلفة منخفضة بالنسبة لموسكو. وعلى الرغم من أنّ روسيا قامت بالترويج للفرص الاقتصادية التي من المفترض أن تقدمها لإفريقيا في مجالات مثل الزراعة، والمواد الهيدروكربونية، والطاقة، والنقل، والتحول الرقمي، إلا أنها في الواقع لا تستثمر سوى القليل في القارة.وقال المحلل جوليان راديماير في فبراير، إنّ "فاغنر" طورت نفسها بمرور الوقت كمنظمة تحولت من كونها كيانًا تعاقديًا عسكريًا خاصًا بحتًا، إلى عدد كبير من التحالفات والعلاقات التجارية، وشبكة من الشركات. وبعضهم يمثل شركات واجهة عبر البلدان التي يعملون فيها في القارة الإفريقية.تقاسم قوات فاغنرأحد الخيارات المتاحة للحكومة الروسية هو وضع هذا التنظيم المترامي الأطراف تحت سيطرة الدولة مباشرة، بما في ذلك استيعاب مقاتلي فاغنر في وزارة الدفاع. هناك خيار آخر يتمثل في القيام بما تسمّيه شركات المجموعة "إصلاح" شركة أو فوج، مثل حلّ فاغنر وتوزيع جنودها على وحدات أخرى.لكن تفتقر الوحدات إلى العلاقات الشخصية الراسخة التي يتمتع بها بريغوجين، فضلًا عن الكاريزما التي يتمتع بها، وجاذبيته الشعبوية، وقدرته على كسب الولاء بين رجاله. ولا يرى مقاتلو "فاغنر" العاديون الخدمة في فاغنر بدلًا من الخدمة في جيش أكثر تحالفًا مع الحكومة. على العكس من ذلك، فإنّ الكثير منهم من المحاربين القدامى في الجيش الروسي، أو يتنقلون بين الخدمة فيه وفي "فاغنر"، بالنسبة لهؤلاء الرجال، كانت "فاغنر" وسيلة أخرى لخدمة روسيا.إذا نجحت منظمات داخل الحكومة الروسية نفسها في الاستيلاء على أصول مجموعة فاغنر في إفريقيا، فقد يمثل ذلك تعزيزًا لسلطة الدولة الروسية.وفي هذا السياق، فإنّ توقيت وفاة بريغوجين مثير للاهتمام. قُتل بريغوجين بعد شهرين من اليوم التالي لمحاولة الانقلاب الفاشلة، وهي فترة طويلة بما يكفي لجعل بوتين يبدو ضعيفًا، ولكنها أقصر من أن يبدو واقعيًا كما لو كان يخدع بريغوجين ويدفعه إلى شعور زائف بالأمان. ومع ذلك، جاءت وفاة بريغوجين أيضًا بعد شهر من إلقاء خطاب يطلب فيه من رجاله الاستعداد لشيء كبير في إفريقيا، فربما قُتل بريغوجين ليس فقط كعقاب على الخيانة، ولكن أيضًا لوضع عمليات مجموعة فاغنر الإفريقية المربحة تحت السيطرة المباشرة للدولة.(ترجمات)