أبدت إسرائيل استعدادها للسماح للزعيم العسكري لـ"حماس" يحيى السنوار بالخروج من غزة إلى المنفى مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء حكومة الحركة في القطاع، بحسب ما نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن 6 مسؤولين إسرائيليين وكبار المستشارين. وفكرة المنفى تمهد الطريق أمام قيادة جديدة في غزة خالية من التطرف، وكانت "مطروحة على الطاولة" منذ نوفمبر الماضي، وفقا لمستشار كبير في الحكومة الإسرائيلية.وكانت الحكومة الإسرائيلية قد تعهدت في بداية الحرب بقتل السنوار ومحمد ضيف، قادة "حماس" الذين أداروا الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.نفي السنوار على غرار ياسر عرفاتوبحسب الشبكة الأميركية، فإن فكرة إرسال الضيف والسنوار إلى جانب و4 آخرين من كبار القادة إلى المنفى، مثلما حدث مع ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية من بيروت على متن سفينة قبل 42 عاما، جاءت بعد اندلاع الحرب، وذلك كخطة بديلة محتملة لإزالة قيادة "حماس" من غزة.وقال أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو: "لا نمانع في أن يغادر السنوار مثلما غادر عرفات لبنان"، مضيفا: "سنسمح بحدوث ذلك طالما تم إطلاق سراح جميع الأسرى". وقال مصدران مطلعان على المناقشات داخل الحكومة الإسرائيلية إن المنفى كان مجرد واحد من مجموعة من المقترحات التي طرحها الإسرائيليون على الولايات المتحدة والتي تضمنت استبدال "حماس" بقادة مدنيين يتم اختيارهم بعناية وإصلاح نظام التعليم في غزة. وفي عام 1982، عندما حاصرت إسرائيل بيروت، حيث كان مقر منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، رتبت الولايات المتحدة ووسطاء دوليون آخرون خروجًا لأعضاء المجموعة وزعيمها، إذ غادر المئات من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية لبنان على متن السفن، وتبعهم ياسر عرفات، الذي عاش في المنفى في تونس لمدة 12 سنة. وفي الأسبوع الماضي، التقى رئيس وزراء قطر ورؤساء المخابرات من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر في باريس لمناقشة صفقة يأملون أن تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإنهاء الحرب بين إسرائيل و"حماس". وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن حماس كان لديها "رد فعل إيجابي" على الشروط المقترحة للصفقة. لكنها قدمت عرضًا مضادا بشروط محددة في وقت لاحق. وقال مصدر مطلع على اجتماع باريس وتداعياته إن الإسرائيليين اقترحوا على الأميركيين أن يتم نفي 6 من قادة "حماس"، بما في ذلك السنوار والضيف، خارج غزة، لكن الاقتراح لم يتم تقديمه رسميًا إلى الحركة، لأن "حماس" كانت تحكم القطاع بالفعل من المنفى. ويتضمن عرض "حماس" المضاد انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وهو ما رفضه نتانياهو الأربعاء.ولا تزال المفاوضات بشأن صفقة الأسرى وما سيعقب الحرب مستمرة، بحسب ما تقول شبكة "إن بي سي نيوز"."الحل السحري الذي يريده الجميع" ويعترف مستشارو مجلس الحرب الإسرائيلي الذين يعملون على سيناريوهات غزة ما بعد "حماس"، بأنه من غير المرجح أن يوافق السنوار على مغادرة غزة. وكما قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق لشبكة إن بي سي نيوز، فإن "المنفى هو الحل السحري الذي يريده الجميع، ولكن من غير الممكن على الإطلاق أن توافق (حماس) على ذلك". وبالإضافة إلى ذلك، يشعر القادة الفلسطينيون والحكومات العربية بالقلق من أي مقترحات من إسرائيل حول كيفية حكم غزة في المستقبل، وفقًا لدبلوماسيين أجانب ومسؤولين أميركيين سابقين. ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يعتقدون أن السنوار والضيف يختبئان الآن في أنفاق عميقة أسفل خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة. ويضيف المسؤولون أن قوات الجيش الإسرائيلي تقترب من السنوار والضيف بينما تتقدم جنوبا في جهودها لتدمير قدرات "حماس" العسكرية وتحرير الأسرى المتبقين. وهذا الأسبوع قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن الجيش الإسرائيلي عثر على "مواد" من بقايا السنوار في مخابئه. وأضاف غالانت: "السنوار ينتقل من مخبأ إلى مخبأ. وفي الأيام الأخيرة، عثرت قوات الجيش الإسرائيلي على مواد مهمة في الأماكن التي تواجد فيها مؤخرا، وبفضلهم، نقوم بتعميق قبضتنا على خطط (حماس)". وتستكشف إسرائيل خيارات بشأن من قد يكون مناسبًا لقيادة غزة والضفة الغربية في المستقبل، وفقا لـ2 من كبار مستشاري نتانياهو، بالإضافة إلى مسؤولين إسرائيليين سابقين شاركوا في مفاوضات مع الفلسطينيين في الماضي. والتفكير الحالي هو أن قادة الأعمال الذين تلقوا تعليمهم في الخارج قد يكونون مناسبين لتولي زمام الشؤون المدنية في غزة، حسبما يذكر التقرير. وقال أحد كبار مستشاري نتانياهو: "نحن بحاجة إلى قيادة شابة، قيادة جديدة تفكر بشكل مختلف، وتكون مستعدة للحديث عن السلام وتغيير الحالة الذهنية وتثقيف الناس، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة".(ترجمات)