كشف وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عباس الحلبي أنّه حتى الآن العدد جراء عملية النزوح التي سببتها الغارات الإسرائيلية على مناطق واسعة في لبنان بلغ مئات الآلاف، وأنّ المدارس والمهنيات الرسمية التي فتحت أبوابها، وتحوّلت إلى مراكز إيواء وصل عددها إلى أكثر من 200 مركز في بعض مناطق لبنان. وقال الحلبي، في حديثٍ لقناة ومنصة "المشهد"، إنّ "العدد الذي تستضيفه هذه المراكز التربويّة يصل إلى نحو 30 ألف نازح توزّعوا على مناطق جبل لبنان بشكل أساسي، وبيروت وبعض مناطق الشمال وبعض مناطق البقاع الآمنة". وأضاف: "يبدو أنّنا دخلنا في مرحلة جديدة من تطور الأوضاع العسكرية؛ لأنّ العدوان الإسرائيلي يتوسّع ليشمل عدّة مناطق في لبنان بعد أن ظننّا أنّها قد تكون بمنأى عن هذه الاعتداءات. وهذا يعني أنّ أعداد النازحين ستزداد، وكذلك أعداد المدارس والمهنيات التي ستفتح أبوابها لهم، وبالتالي هناك مشكلة حقيقية إنسانية واجتماعيّة". استهداف المدارس وردًّا على سؤال حول ما كانت هناك أي ضمانات في ما يخصّ عدم استهداف هذه المدارس، أجاب الحلبي: "في منطقة المعيصرة، التي شهدت غارة اليوم، حصل القصف إلى جانب إحدى الثانويات وهذا يعني أن العدو لا يتقيّد بأيّ رادع أخلاقي أو قانون دولي، وممكن أن يتعرّض لأيّ منشأة تربويّة كما رأينا في غزّة حيث تمّ استهداف مدارس ومراكز تابعة للأونروا. ولذلك، فإنّه من غير المستبعد أن يحصل ذلك ولكن لا نتمنّى حصوله لأنّه سيتسبّب بمجازر ومشكلة إنسانية كبرى".خطة طوارئ وفي ما يخصّ خطة وزراة التربية والتعليم العالي لمواكبة الأحداث والتطوّرات الميدانية، قال الحلبي: "نعمل على خطة للاستجابة للأحداث الحاصلة ونحن عشية العام الدراسي وهناك مدارس قد بدأت التدريس بالفعل. وكان من المقرّر أن نبدأ العام الدراسي في المدارس الرسمية في 30 سبتمبر، ولكن على ضوء ما شهدناه من اعتداءات وإشغال المدارس والمهنيات الرسمية، فإنّه بات من الصعب جدًّا أن ينطلق العام في الدراسي في المواعيد المحدّدة". وتابع: "الخطة التي نعدّها هي في حال طال أمد الحرب، فنحن لا نستطيع أن نترك الأطفال من دون تعليم. وأحد الاحتمالات المطروحة هي التعليم عن بُعد في بعض المناطق، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن ذلك لأنّنا نأمل أن نتوصّل إلى تعليم حضوري"، مردفاً: "تمّ البحث في هذه الخطط وطلبنا من شركائنا في "اليونسكو" المضي في إرساء خطة طريق لتنفيذها في حال تطوّرت الأوضاع، وحالت دون التعليم الحضوري". وختم الحلبي متوجّها إلى تلاميذ لبنان، قائلاً: "أطمئن تلامذة لبنان أنّنا لن نُقصّر إطلاقاً في توفير كلّ الظروف حتى لا تذهب هذه السنة الدراسية سُدى ونحن نقوم بكلّ ما في وسعنا لتوفير الظروف الآمنية للسنة الدراسية مهما كانت الصعوبات".تجدر الإشارة إلى أنّ عدداً من المدارس والثانويات الرسميّة في بعض المناطق اللبنانية وخصوصاً في جبل لبنان تحوّلت إلى مراكز لإيواء النازحين من الجنوب وغيرها من المناطق التي تتعرّض للاستهداف الإسرائيلي. يأتي ذلك عقب التصعيد الكبير الذي شهدته الجبهة بين إسرائيل و"حزب الله" أخيراً وبعد الغارات المكثفة التي يُنفّذها الجيش الإسرائيلي على مناطق في جنوب لبنان والبقاع. هذا وأصدر الحلبي قراراً بشأن تأجيل الأعمال الإدارية ومباشرة التدريس في المدارس والثانويات الرسمية للعام الدراسي 2024/2025، لغاية 13 أكتوبر المقبل ضمنا على أن تستأنف هذه الأعمال اعتباراً من 14 أكتوبر ولغاية تاريخ بدء التدريس الذي سيحدد في حينه.(المشهد)