قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن بنيامين نتانياهو سيلتقي مع دونالد ترامب مساء اليوم الثلاثاء فيما قد يكون أهم اجتماع بين رئيس وزراء إسرائيلي ورئيس أميركي منذ عقود.ويسعى ترامب، إلى تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة الأسرى وإنهاء الحرب في قطاع غزة، لكن من الممكن دائما أن يرسل الرئيس الأميركي رسائل مختلفة إلى نتانياهو خلف الكواليس، وفق الصحيفة.لقاء نتانياهو وترامبوأشارت إلى أن نتانياهو ومساعدوه يواصلون إظهار الثقة في أن الرئيس الأميركي يقف إلى جانبهم وسيساعدهم على تحقيق كل تخيلاتهم لقطاع غزة. وقالت إن هذه الصورة موجهة إلى رؤساء الأحزاب اليمينية المتطرفة، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش والوزير السابق إيتمار بن غفير. وعلى أمل الحفاظ على ائتلافه الحاكم بطريقة أو بأخرى، يواصل نتانياهو وعدهم بفشل المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة. وستتمكن إسرائيل عندئذ من العودة إلى خطتها الأصلية لتدمير "حماس" والسيطرة على أجزاء كبيرة من قطاع غزة. من المفترض أن يتضمن هذا السيناريو الفكرة التي أثارها ترامب مرارا وتكرارا خلال الأسبوعين الماضيين، هي تشجيع الهجرة الجماعية للفلسطينيين من غزة، على الرغم من أن ترامب ألمح إلى أن هذا سيكون مؤقتا، لتسهيل إعادة إعمار غزة، في حين أن اليمين الإسرائيلي يحلم بالهجرة الدائمة؛ وسرعان ما أصدرت جميع الدول العربية ذات الصلة بيانا يدين المقترح بشدة. حاول سموتريتش وبن غفير، اللذان يبدو أنهما لا يؤمنان بوعود نتانياهو، تقييده يوم الاثنين بقيود ثقيلة بشكل خاص. واستغل سموتريتش العملية واسعة النطاق نسبيا في شمال الضفة الغربية للوعد باستمرار الحرب.كما حذّر بن غفير، سموتريتش من أنه لا يمكن شراء موقفه، مؤكدا أن المهمة الوحيدة التي يجب على نتانياهو العودة إليها من واشنطن بعد إنجازها هي التدمير النهائي لحكم "حماس" على غزة.إبعاد "حماس"لأكثر من 6 أشهر، تمكن نتانياهو من سحب وعوده، حيث لم يمضي قدما في صفقة الأسرى، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه كان خائفا من سموتريتش وبن غفير. وبحسب الصحيفة، كان رئيس الوزراء ذكيا لبيع صورة خاطئة لإدارة الرئيس السابق جو بايدن مفادها أنه كان دائما على وشك توقيع صفقة وأن الشيء الوحيد الذي يمنع حدوثه هو "حماس". وقالت إنه إذا لم تتضح الأمور ليلة اليوم الثلاثاء، بعد اجتماع نتانياهو وترامب، فمن المفترض أن تتّضح خلال الأيام القليلة المقبلة في شكل تسريبات إعلامية من إدارة الرئيس الأميركي.كان من المفترض أن يتزامن اجتماع ترامب ونتانياهو مع مناقشات بين الوسطاء والمفاوضين الإسرائيليين و"حماس" حول المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، إلا أن ذلك من المرجح أن يتأخر بسبب اللقاء. وقال أشخاص مقربون من ترامب إن الرئيس لن يستبعد استئناف إسرائيل لعملها العسكري إذا أحبطت "حماس" المرحلة الثانية من الاتفاق. وتحدث مسؤولون أميركيون عن الحاجة المتزايدة لإبعاد "حماس" عن السيطرة على القطاع. وقدمت الحركة مقترحات عدة، تشمل تعيين حكومة من التكنوقراط الفلسطينيين، الأمر الذي من شأنه أن يحافظ عمليا على بعض السلطات لـ"حماس"، حتى لو كان عليها أن تعمل خلف الكواليس.إستراتيجية نتانياهووقبل مغادرة نتانياهو إلى واشنطن، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه يخطط لاستبدال قادة فريق مفاوضات الأسرى بوزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، الذي يعدّ مقرّبا له. وقالت الصحيفة إن هناك منطق لهذه الخطوة، لأن المفاوضات ستجري الآن بشكل أساسي مع إدارة ترامب. وإلى جانب التفاصيل الفنية حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين، ستشمل القضايا الإستراتيجية الكبرى مسلسل التطبيع والقتال ضد البرنامج النووي الإيراني ومستقبل غزة. وأكدت الصحيفة أنه إذا كان ترامب مصمما بالفعل على المضي قدما، فسيواجه نتانياهو العديد من العقبات. ولفتت إلى أن المرحلة الثانية من الصفقة ستشمل إطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين، بمن فيهم المحكوم عليهم بالسجن المؤبد. ويبدو من الواضح إلى حد ما موقف الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين بشأن صفقة الأسرى، حيث يمكن لنتانياهو أن يستمر في الحديث عن إستراتيجية الوقوف بحزم في مواجهة محاولات الابتزاز من قبل الجماعات الإرهابية.(ترجمات)