"نجوت بأعجوبة.. أهلي لا يصدقون أني نجوت من هذه الكارثة. كانوا يظنون أنني لن أستطيع الخروج. داخل القاعة كان مظلما"، بهذه الكلمات وصف أحد الناجين من حريق حفل زفاف الحمدانية في العراق لحظات الرعب الأولى للفاجعة.وقال نبيل إبراهيم، 54 عاما، في حديثه مع منصة "المشهد": "الحفلة بدأت حوالي 9 مساء، أنا وعائلتي جالسين هنالك وفي حوالي الساعة 10 أو 10:30، قرر العريسان أداء رقصتهما، وترافقهما المفرقعات النارية حولها وفي أثناء اشتعالها كان السقف يحتوي على مواد سريعة الاشتعال".وأضاف: "اشتعل السقف بسرعة وتناثرت النار وكأنها مطر على الحاضرين، وفي هذه الأثناء، ابني جالس بجانبي، قال يا أبي قم لنخرج سوف تصل النار إلينا، قلت له يا ولدي لا تخف اطمئن لن تصل، ولكن بعد دقائق قليلة وصلت النار وامتدت إلى الباب".وتابع: "قلت له يا ابني اخرج أنت ووالدتك وأختك وعندما وصلوا الباب الذي يبعد 3- 4 أمتار بصعوبة حتى نجحوا في الخروج، ونجوا لا أعلم كيف نجاهم الله الشباب هم قاموا بسحب والدتهم وأختهم".ارتفاع عدد ضحايا حريق الحمدانيةوأشار إبراهيم: "سبب الضوضاء أصبح الناس تحت الكراسي وناس وقعت على الأرض ومشى الناس عليهم. لا أعلم ماذا حصل، يوجد باب بالمطبخ لا أحد يعلم به فقلت لهم اذهبوا أنتم لا تقلقوا علي، وفي هذه الأثناء انطفأت الكهرباء وبعدها لم أستطع أن أرى شيئاً".وقال "النساء الأكثر تضرراً، دخلن إلى الحمام، وأغلقن الباب عليهن، واعتقدن أن النار لن تصل إليهن، ولكنهن أصبن بالاختناق".وأضاف: "أسرعت بالركض للخروج والدخان وصل إليه قلت بين نفسي لم أر طريق التوجه إلى الباب، لا أعلم كيف خرجت وكيف الله نجاني، خرجت ورأيت أولادي وعائلتي في الخارج وتعانقنا". تزامنا، أعلنت دائرة صحة نينوى شمال العراق ارتفاع عدد قتلى حريق حفل زفاف الحمدانية إلى 107 أشخاص، بينما ظهر العروسان للمرة الأولى وهما يرتديان الملابس السوداء في مقبرة القضاء لدفن والدة العروس وشقيقها.وكان حريق ضخم شبّ بقاعة أفراح في القضاء تسبّبت به شرارات ألعاب نارية، مخلّفا المئات بين قتلى وجرحى في 26 سبتمبر الحالي، فيما تم توقيف مالك الصالة و10 أشخاص آخرين، بحسب وسائل إعلام عراقية.بدأ الحريق من سقف القاعة لينتشر سريعاً إلى باقي أجزائها بسبب استخدام مواد سريعة الاشتعال مخالفة للمواصفات في المبنى الذي كان يعجّ بمئات المدعوين.عدم الالتزام بتعليمات الدفاع المدني عند بناء الصالة هو أحد مسببات الحريق وفق ما أكدته التحقيقات الأولية للدفاع المدني.وقال إيفال مرجان الذي فقد 4 أفراد من عائلته في الحريق: "من سيعيد لي هؤلاء الأربعة؟ ابني، ابنتي، زوجتي ووالداتي من سيعيدهم لي؟"."الوضع خرج عن السيطرة"يقول نبيل إبراهيم أنه مع مرور الوقت خرج الحريق عن السيطرة، وازداد اشتعالا. وأضاف: "جاءت سيارات الإطفاء والناس وحاولوا الإطفاء، لكن مياه سيارة الإطفاء نفدت بعد 5 دقائق". وأكد أنه بمرور الوقت أصبح الحريق خارج السيطرة. وقال: "صرخنا العالم تحترق في الداخل لكن لم يكن بيدنا شيء لنفعله".وأضاف "بعد الحريق صعدت إلى السيارة وذهبت إلى المستشفى لأتبرع بالدم ورأيت أمامي مناظر مروّعة، رأيت الناس مغطاة بالشراشف وميتة".أما عن مصير العروسين، فقال إبراهيم: "الحمدالله والشكر لله، العروسان كانت النار فوقهما، ولكن العريس حمل العروسة وذهب بها إلى المطبخ. ومن المطبخ نجحا في الخروج".من جانبه، قال رونق صبيح، البالغ من العمر 41 عاما: "كنت جالسا في بداية القاعة، وجاء وقت الذي يرقص فيه العروسان، وأشعلوا المفرقعات، ويوجد في سقف القاعة ريش نازل فالتهمت النار الريش".وأضاف صبيح في حديثه مع منصة "المشهد": "صاحب القاعة جاء وفتح الأبواب وتصاعدت النار وكأنها قنبلة نووية، لا توجد إطفائيات داخل القاعة، الناس خرجت بسرعة، ومن ضمنهم أنا وعائلتي، زوجتي وابنتي سقطتا واختنقتا وقمت بسحبهما إلى الخارج وإخراجهما".وتابع: "أصبحت كارثة، أخرجنا من الحمامات تقريباً 30 جثة مختنقة، وأصبحت كارثة، أنظر إلى الحديد والبشر ذائبين من شدة الحرارة".وقال إبراهيم: "أنا لم أصدق أنني خرجت بسلامة وأن عائلتي على قيد الحياة، والله يكون في عون الذين فقدوا شخصا أو شخصين أو أكثر، أو عوائل كاملة ماتت، وعدد كبير من المفقودين حتى الآن". (المشهد)