فرض الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية أميركية شمال شرقيّ الأردن، وأسفر عن مقتل 3 جنود أميركيّين وإصابة نحو 40 آخرين، ضغوطًا متجددة على إدارة الرئيس الأميركيّ جو بايدن للرد بقوة أكبر على الهجمات. ووفقًا لمسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، فقد تمكنت طائرة بدون طيار أطلقتها جماعة ما تسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، من تجنب اكتشافها من خلال الاقتراب من القاعدة في الأردن، بينما كانت مسيّرة عائدة إلى المنشأة.استغلال الفرصةوقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لصحيفة بوليتيكو، إنّ "المهاجمين وهم أعضاء في ميليشيا مدعومة من إيران، رأوا فرصة واستغلوها"، من دون الخوض في تفاصيل الفرصة وكيف تم استغلالها. وأشار المسؤول إلى أنه بعد ساعة ونصف الساعة من الغارة على "البرج 22"، أطلق وكلاء إيران طائرة بدون طيار أخرى على قاعدة أميركية عبر الحدود في سوريا، حامية التنف، مضيفًا أنّ طائرة أميركية بدون طيار، وهي نظام جوّي غير مأهول من طراز "RTX's Coyote" أسقطتها. وقال مسؤول وزارة الدفاع إنّ "البرج 22" وحامية التنف لا يفصل بينهما سوى كيلومترات فقط، وغالبًا ما تدافع الطائرات الأميركية بدون طيار عن كليهما.بدورها قالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحفيّين الاثنين، إنّ الطائرة بدون طيار قصفت أماكن المعيشة في "البرج 22" في وقت مبكّر من صباح يوم الأحد، بينما كان الجنود لا يزالون في أسرّتهم.وقالت سينغ: أكثر من 40 من أفراد الخدمة أصيبوا أيضًا في الهجوم، من بينهم 5 تم تشخيص إصابتهم بإصابات دماغية. كان هؤلاء الجنود من بين الثمانية الذين تم إجلاؤهم طبّيًا من القاعدة إلى مركز الدعم الدبلوماسيّ في بغداد، للحصول على رعاية إضافية. من المقرر أن يتمّ نقل 3 منهم إلى مركز لاندستول الطبي الإقليميّ بألمانيا لمتابعة الرعاية. الهجوم له بصمات كتائب "حزب الله" التي ألقت الولايات المتحدة باللوم عليها في السابق في هجمات في العراق وسوريا. ولم تعلّق سينغ على كيفية اختراق الطائرة بدون طيار للدفاعات الجوية الأميركية، لكنها قالت إنّ "البنتاغون" يبحث كيفية "تطوير" دفاعاته في المنطقة، و"منع وقوع هجمات مثل هذه مرة أخرى في المستقبل".الرد بقوةوقد أدى الهجوم إلى تجدد الضغط على إدارة بايدن للرد بقوة أكبر على أكثر من 160 هجومًا على القوات الأميركية في العراق وسوريا والأردن، ويدعو كبار المسؤولين العسكريّين السابقين الآن بايدن إلى الردّ بقوة، بما في ذلك الردّ على إيران نفسها.وقال بايدن الأحد إنّ الولايات المتحدة "ستردّ "، لكنّ الضربات استمرت الاثنين، حيث شُنّ هجوم على قاعدة الدوريات الأميركية في الشدادي شمال شرقي سوريا، وفقا لمسؤول أميركي. وقال المسؤول إنّ القوات الأميركية تعرضت للهجوم 165 مرة منذ 17 أكتوبر: 66 مرة في العراق. 98 في سوريا. مرة واحدة في الأردن.وكان الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل الذي شغل منصب رئيس القيادة المركزية الأميركية من عام 2016 إلى عام 2019، قد قال إنّ "البرج 22" هو موقع صغير يضم عادة ما بين 300 إلى 350 جنديًا فقط، مشيرًا إلى أنّ القاعدة بمثابة نقطة عبور لقوات العمليات الخاصة الأميركية التي تتحرك إلى سوريا، وهي مركز لوجستيّ يدعم القتال في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.(ترجمات)