تطوّرات خطيرة تشهدها الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اعتزامهم تنفيذ عملية عسكرية موّسعة في مدينة رفح الفلسطينية، التي بدأت بالفعل بقصف مُكثف على المدينة خلال الساعات الأخيرة.وتأتي الخطوة الإسرائيلية، لكي تزيد من حدة التوّتر الحاصل في العلاقات مع مصر، إذ أعلنت القاهرة في بيان لوزارة الخارجية، رفضها للدعاوى الإسرائيلية لتنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح بقطاع غزة، وحذّرت من عواقبها الوخيمة.ووفقًا لخبراء ومحللين، فإن إسرائيل فيما يبدو تسعى إلى تنفيذ إستراتيجية فرض الأمر الواقع من خلال عملياتها العسكرية في غزة، لتحقيق أهدافها بتهجير السكان خارج القطاع .وتحدث خبراء لمنصة "المشهد" عن الخيارات المطروحة أمام مصر لمواجهة المخطط الإسرائيلي في المنطقة، والتي تتضمن تعليق العمل باتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل، فضلًا عن تخفيض التمثيل الدبلوماسي.دوليًا حذّرت دول أوروبية ومنظمات أممية من خطورة التحركات الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، والتي ستكون له نتائج كارثية على الأوضاع الإنسانية هناك، فيما أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، اتصالًا هاتفيًا برئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، وأكد فيها على ضرورة حماية المدنيين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.تهديد لمسار السلام بين مصر وإسرائيلوقال مساعد وزير الخارجية المصريّ الأسبق السفير محمد حجازي، إنّ كل الخيارات مطروحة أمام مصر للحفاظ على أمنها القومي، لافتًا إلى أنّ تحرك إسرائيل باتجاه مدينة رفح الفلسطينية لا يمكن أن يمر من دون التأثير على اتفاقية كامب ديفيد.وأوضح في حديث لمنصة " المشهد" أنّ مصر لن تسمح بتعريض أمنها القومي للخطر بالإضافة إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في حق المواطنين الفلسطينيين.وحذّر مساعد وزير الخارجية المصريّ الأسبق من التحركات الإسرائيلية غير المحسوبة، قائلًا: "على إسرائيل والولايات المتحدة أن تتوّخيا الحذر لأن هذه التحركات تهدد مسار السلام بين مصر وإسرائيل".وأشار حجازي إلى أنّ مصر أمامها عدة خيارات تجاه الأحداث المتصاعدة في قطاع غزة، وبالتحديد ما أعلنته إسرائيل من اعتزامها الدخول في عملية عسكرية في رفح وهي: الضغط الدبلوماسي من خلال الشركاء الدوليين وعلى رأسهم أميركا والاتحاد الأوروبي. تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين مصر وإسرائيل.وكشف الدبلوماسي المصريّ أنّ مصر تنتهج سياسة تتسم بالحذر والهدوء في تعاملها مع هذا الملف، ولكن في الوقت نفسه لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية أو تعريض أمنها القومي للخطر، لافتًا إلى أن الدولة المصرية أكدت أكثر من مرة رفضها تصدير المشاكل الإسرائيلية إلى مصر.وتحدث حجازي عن المساعي المصرية برفقة قطر والولايات المتحدة لإقرار هدنة في قطاع غزة فضلًا عن وقف دائم لإطلاق النار والدخول في مسار سياسي من أجل تسوية القضية الفلسطينية بشكل عادل."تهجير سكان غزة إلى مصر"من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية المصريّ الدكتور إكرام بدر الدين، أنّ المخطط الإسرائيلي باجتياح مدينة رفح الفلسطينية لن ينتهي عند هذا الحد، ولكن وفقًا للمخطط الإسرائيلي فقد تكون هناك خطوات أخرى منها دفع سكان غزة وتهجيرهم نحو مصر تحت ضغط العمليات العسكرية.وقال بدر الدين، في حديث لـ"المشهد" إنّ مصر تدرك خطورة هذه الخطوة ولن تسمح بها، وبالتالي فإن اتفاقية السلام مهددة بشكل كبير بسبب التحركات الإسرائيلية في غزة في الوقت الراهن.وتحدّث أستاذ العلوم السياسية المصريّ، عن الخيارات المطروحة أمام مصر من أجل التصدي للمخطط الإسرائيلي بتصفية القضية الفلسطينية وهي:تعليق اتفاقية السلام مع إسرائيل.تحرك دبلوماسي مصري مع الدول المؤثرة في العالم وعلى رأسها أميركا من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه التحركات.هناك سيناريو أسوأ قد تدخل إليه المنطقة في حال عدم توّقف إسرائيل عما تفعله في غزة، وفرض مبدأ الأمر الواقع وهو سيناريو الصدام المسلح مع مصر.وأوضح بدر الدين، أنّ مصر تتعامل بهدوء من أجل التوّصل إلى حل للأزمة، ولكن لن يكون ذلك على حساب أمنها القومي، لافتًا إلى أنّ كافة الجهود تسير الآن في اتجاه يمنع حدوث السيناريو الأسوأ.وقال أستاذ العلوم السياسية إنه ليس من المرغوب الدخول في صراع إقليمي في المنطقة وتوسيع نطاق الحرب، وبالتالي على أميركا والاتحاد الأوروبي أن يمارسا ضغطا على حكومة إسرائيل من أجل تهدئة الأوضاع في غزة.وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة لها دور قوي ومؤثر على إسرائيل وعليها أن تقوم بدورها من أجل منع تفاقم الأوضاع في المنطقة.(المشهد)