فتحت تصريحات نتانياهو عن مصر، بابًا جديدًا للخلاف بين القاهرة وتل أبيب، فمنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شهدت العلاقات بين البلدين حالة من الشد والجذب، إذ حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، جرّ مصر إلى الأزمة، من خلال تصريحات وصفتها القاهرة بأنها محاولة للتغطية على الاعتداءات والانتهاكات المتكررة بحق الشعب الفلسطيني.وتأتي الأزمة الأخيرة، في وقت تواجه فيه مفاوضات تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل تعقيدات كبيرة، بعد أن قام نتانياهو بإضافة شروط جديدة للاتفاق، تتضمن بقاء القوات الإسرائيلية بمحورَي فيلادلفيا ونتساريم.ومحور فيلادلفيا أو صلاح الدين هو ممر يفصل قطاع غزة عن مصر، وبحسب المعاهدات الموقعة بين مصر وإسرائيل، لا يجوز وجود القوات الإسرائيلية عليه.ولكن مع بدء اجتياح مدينة رفح الفلسطينية من قبل القوات الإسرائيلية، سيطر الجيش الإسرائيليّ على المحور وعلى معبر رفح البري، وهو ما أدى إلى استياء القاهرة التي أعلنت رفضها لهذه الخطوة، وطالبت بانسحاب القوات الإسرائيلية من المعبر والمحور.تصريحات نتانياهو عن مصروكان رئيس الوزراء الإسرائيليّ قد صرح قبل أيام، بأنّ بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا مهم، لأنّ "حماس" تلقت أسلحتها من مصر عبر هذا المعبر، بعدها أصدرت القاهرة بيانًا على لسان وزارة الخارجية المصرية رفضت فيه هذه التصريحات.وقال البيان إنّ نتانياهو يسعى للزجّ باسم مصر لتشتيت الرأي العام الإسرائيليّ، وعرقلة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لافتًا إلى مثل هذه التصريحات لها تداعيات خطيرة.وحملت القاهرة إسرائيل مسؤولية عدم التوصل لاتفاق حول تبادل الأسرى، وجرّ المنطقة إلى صراع أوسع.وعقب بيان القاهرة أصدرت دول عربية بيانات تضامن مع مصر، بعد تصريحات نتانياهو التي اتهم فيها القاهرة بتهريب الأسلحة إلى "حماس".ومصر وسيط رئيسيّ مع قطر والولايات المتحدة في مفاوضات تبادل الأسرى، ولكن وفقًا لتقارير غربية، فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ غير راغب في الوصول لاتفاق لوقف الحرب خوفًا على مستقبله السياسي.وخلال اليومين الماضيين قال الجيش الإسرائيليّ إنه عثر على 6 جثث لأسرى داخل نفق في غزة، تم قتلهم قبل العثور عليهم بوقت قصير، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة الغضب الداخليّ ضد نتانياهو، إذ يطالب الإسرائيليون بالوصول إلى اتفاق يضمن عودة الأسرى من غزة.(المشهد)