مع سقوط نظام بشار الأسد وتولي رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع السلطة في سوريا، عاد الملف الدرزي إلى دائرة الاهتمام، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة الانفصال، التي لا تزال تثير جدلًا وانقسامًا داخل الطائفة.في هذا الإطار، أثارت زيارة الوفد الدرزي السوري إلى إسرائيل تفاعلات واسعة، إذ رأى البعض أنها زيارة دينية لمقام درزي، بينما اعتبرها آخرون خطوة تحمل أبعادًا سياسية، في ظل الحديث عن الانفصال والحماية الإسرائيلية التي أشار إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.رئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، تحدث عبر برنامج "توتر عالي" مع طوني خليفة، مؤكدًا على موقفه من هذه القضايا، حيث قال لقناة ومنصة "المشهد": "نريد مصلحة دروز سوريا وسوريا، وإخواننا دروز سوريا هم سوريون يفتخرون ويعتزون بسوريتهم وعروبيتهم، ولا نطلب منهم غير ذلك، فهم من مؤسسي سوريا، ونحن لا نريد أي انقسام في سوريا، بل نريد أن يكونوا بخير".وأضاف: "في السنوات الأخيرة، كانت هناك الكثير من التعديات على الأقليات، ونحن لا نريد أن يكون هناك تعديات على إخواننا الدروز أو غيرهم من الأقليات."حماية الأقلياتأما بشأن الحديث عن حماية الأقليات من قبل إسرائيل، فقال طريف: "هذا الأمر غير صحيح وغير وارد، ونستنكر كل ما يُحكى في هذا الخصوص. ورئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لم يتحدث عن أي احتلال، وذلك لم يرد في أي نقاش، ونحن نرفضه تماماً".وتابع: "ما نخشاه هو أن تتكرر مذابح الساحل في مناطق أخرى، ولكن شأن السوريين يعود إليهم، ونحن لا نتدخل في شأنهم السياسي الداخلي، بل نساعد فقط من النواحي الإنسانية".وأكد طريف أنه حذَّر مراراً من التعديات على الأقليات، مشدداً على علاقاته المميزة مع جميع الطوائف، مضيفاً: "أسمع من الجميع أنهم يريدون أن تكون سوريا واحدة موحدة للجميع، وهذا ما نريده"وعند سؤاله عن موقفه من الأحداث التي تحصل في غزة، ولماذا لم يكن هناك موقف إزاء قتل الأبرياء هناك، أجاب طريف: "نستنكر قتل الأبرياء والأطفال، وعبّرنا عن هذا الموقف مراراً، ونتمنى أن يحلّ السلام في كلّ مكان، وأن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم".وطالب حركة "حماس" بإطلاق الأسرى الإسرائيليين الموجودين لديها ووقف العمليات التي وصفها بالإرهابية والعودة إلى المفاوضات والسلام. أما عن فتح الملفات القديمة في وجه الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، وما إذا كانت هناك رسالة موجهة إليه، ردّ طريف قائلًا: "عندما كانت هناك مشاكل في لبنان، قمنا بمساعدة أهلنا وإخواننا هناك من دون أي تدخل سياسي. لا يعنينا أي شأن سياسي داخلي، وجنبلاط حرّ في تصرفاته، ونحن نحترمه ونقدّره، ولا تفرق بيننا الأمور السياسية".(المشهد)