اعتبرت صحيفة "جيروسالم بوست" الإسرائيلية الانفصال عن قطاع غزة عام 2005، والذي تم خلاله إخلاء وتدمير 21 مستوطنة إسرائيلية، وإجبار ما يقرب من 9000 إسرائيلي على البحث عن منازل جديدة، بمثابة صدمة وطنية قسمت البلاد بشدة.وقالت الصحيفة في مقال لها "لقد نظر العديد من صانعي السياسة الإسرائيلية إلى انسحاب الوجود الإسرائيلي من غزة باعتباره خطوة إيجابية وضرورية لتعزيز الاحتياجات الأمنية للبلاد وللمساعدة في تمهيد الطريق للحكم الذاتي الفلسطيني في القطاع".وقال رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون في خطاب ألقاه عام 2003 في مؤتمر هرتسليا: "ستعزز إسرائيل سيطرتها على تلك المناطق نفسها في أرض إسرائيل، والتي ستشكل جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل في أي اتفاق مستقبلي".وكما نعلم الآن، عندما استولت "حماس" على غزة في عام 2007، تلاشت الآمال في أن يصبح الجيب جزءا من دولة فلسطينية متفق عليها في صفقة يتم التفاوض عليها أدراج الرياح.وتلاشت الآمال في استخدام غزة في المفاوضات بشأن الدولة الفلسطينية في عام 2007اليوم التالي للحربوعلى الرغم من عدم ظهور أي مؤشرات على انتهاء الحرب قريباً، فإن مسألة ما سيحدث لغزة في "اليوم التالي" تشكل سؤالاً رئيسياً لا يهم القيادة في القدس ورام الله فحسب، بل في جميع أنحاء العالم.كيف ستتعافى غزة، وكيف سيتمكن سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة من النجاة من الدمار الذي خلفته الحرب، وقد قوبلت معظم المقترحات بمعارضة من بعض الأطراف، سواء كانت إسرائيل التي تدير القطاع، أو السلطة الفلسطينية التي تستعيد السيطرة، أو اتحاد كونفدرالي من الدول العربية، أو إدارة متعددة الجنسيات تديرها الأمم المتحدة.ربما لن ينجح أي من هذه الخيارات. ولكن ما هو واضح بالنسبة لنا هو أن هذا ليس الوقت المناسب لمناقشة إعادة التوطين الإسرائيلي في غزة. ولهذا السبب كان التجمع الذي عُقد ليلة الأحد في القدس والذي حضره حوالي 3000 مؤيد، من بينهم 12 وزيرا و15 عضو كنيست، مثيرا للقلق، وفقا لـ"جيروزاليم بوست".الخطابات المتطرفة التي ألقاها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ورئيس المجلس الإقليمي شومرون يوسي داغان، والتي فيها الفكرة القائلة بأن إقامة المستوطنات في غزة فقط هي التي ستمنع هجوما آخر، كانت مصحوبة بمشاهد من الرقص المبتهج احتفالاً بالفرصة المسيحانية.تعليقا على هذا الاجتماع، قال مراقب مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي الوزير غادي آيزنكوت إنه أفضل ما قاله يوم الاثنين عندما ذكر أن التجمع "يقسم المجتمع الإسرائيلي ويزيد من انعدام الثقة الحالي في الحكومة وممثليها، في حين أن قوات الجيش الإسرائيلي تقاتل كتفا بكتف في حرب عادلة".انقسامات داخليةوبعيداً عن الانقسامات الداخلية التي سببتها مشاركة الوزراء في المؤتمر، فقد خلقت أيضاً مشكلة كبيرة لإسرائيل على المستوى الدولي. لقد أكدت إسرائيل منذ بداية الحرب أن إسرائيل ليس لديها أي نية لإعادة احتلال أجزاء من غزة، ولكن عندما يطلق 12 وزيراً في مؤتمر تصريحات شديدة اللهجة، فهذا يضر بشدة في مصداقية إسرائيل.وبدلاً من حضور التجمعات التي تعارض سياسة حكومتهم، ينبغي للوزراء المعنيين أن يعلنوا عن آرائهم في المنتديات المناسبة ثم يخضعوا لسياسة الحكومة.ومن أجل مصلحة البلاد، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة، ووحدتها في المستقبل، يجب على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو كبح جماح هؤلاء الوزراء ومواجهة تحديات مستقبل غزة بمنطق عقلاني وليس بالعواطف غير المحسوبة التي تلحق الضرر بالبلاد، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.(ترجمات)