يبدو أن هناك إجماعاً واسعاً على قمة الحزب الديمقراطي حول الحرب في غزة، والذي يتمحور حول اقتراحين اثنين.والاقتراح الأول وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، هو أنه بعد هجمات 7 أكتوبر، أصبح لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وهزيمة "حماس". وثانياً، الطريقة التي تفعل بها إسرائيل ذلك هي "فوق القمة"، على حد تعبير الرئيس الأميركي جو بايدن. ويشير تحليل نشرته الصحيفة للكاتب ديفيد بروكس إلى أن الأعداد الهائلة من الأطفال القتلى والجياع تثير الألم والدمار هائل يصعب رؤيته إلا على أنه عشوائي. فيما قال الأستاذ في برنامج الدراسات الأمنية في جامعة هارفارد باري بوسن، إن هذا الأمر يؤدي إلى تساؤلات واضحة وهي: "إذا كان النهج العسكري الإسرائيلي الحالي غير إنساني، فما هو البديل؟ هل هناك استراتيجية عسكرية أفضل يمكن لإسرائيل استخدامها لهزيمة "حماس" دون حمّام دم مدني؟". وقال بوسن إنه يمكن وصف استراتيجية "حماس" بأنها "تمويه بشري" وبشكل أكثر قسوة بأنها "ذخيرة بشرية". ولفت إلى أن هدف "حماس" هو زيادة عدد الفلسطينيين الذين يموتون إلى الحد الأقصى، وبهذه الطريقة، بناء ضغوط دولية حتى تضطر إسرائيل إلى إنهاء الحرب قبل القضاء على الحركة الفلسطينية المسلّحة. وحول ما الذي يمكن فهمه من الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية، فإن نقطة الضعف الرئيسية في الاستراتيجية تتلخص دائماً في أنها تهدف إلى إلحاق الهزيمة بـ"حماس" عسكرياً من دون معالجة المظالم الفلسطينية ومن دون إيلاء القدر الكافي من الاهتمام للعواقب الأوسع نطاقاً. وبينما يشاهد قادة "حماس" واشنطن تتزايد انتقاداتها للقدس، يجب أن يعرفوا أن استراتيجيتهم ناجحة. ويقول التحليل إن إحدى الاستراتيجيات البديلة هي أن تقوم إسرائيل بحملة محدودة للغاية. لكن هنالك مشكلات عدة في هذه الخطوة، حيث إن المشكلة الأولى في المضي قدماً في هذا الاتجاه هي أن إسرائيل قد لا تمتلك القوة الكافية اللازمة لإلحاق الهزيمة بـ"حماس".إستراتيجية حرب بديلةوقد أوضحت تركيا، وهي من أنصار الحركة، بشكل خاص أن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا للغاية إذا لاحقت قادة "حماس" هناك. وهذا النوع من نهج مكافحة التمرد سيكون بمثابة تعديل للاستراتيجية الإسرائيلية الحالية، وليس بديلاً لها. ويقول مدير برنامج الاستراتيجية والعقيدة في مؤسسة "راند" رافائيل كوهين: "إذا كان المجتمع الدولي يريد من إسرائيل أن تغير استراتيجياتها في غزة، فيتعين عليها أن تقدم استراتيجية بديلة قابلة للتطبيق لهدف إسرائيل المعلن المتمثل في تدمير "حماس" في القطاع. ولكن في غياب بعض الاستراتيجيات البديلة الجديدة، فإن بايدن مخطئ في منع إسرائيل من مواجهة تهديد "حماس" في جنوب غزة. ويؤكد الكاتب أنه إذا انتهت هذه الحرب مع وجود شريحة كبيرة من "حماس" في السلطة، فستكون كارثة طويلة الأمد للمنطقة.ويؤكد أنه إذا انتصرت "حماس"، فسوف تهيمن على أي حكومة يتم تشكيلها لحكم غزة، وسوف تعيد بناء قواتها العسكرية حتى تتمكن من مواصلة جهودها الرامية إلى إبادة الدولة اليهودية والوفاء بوعدها بشن هجمات متواصلة كتلك التي وقعت في 7 أكتوبر وقال بروكس إنه سيكون لزاماً على إسرائيل أن تفرض حصاراً أشد قسوة من ذلك الذي فرضته من قبل، وهذه المرة لمنع دخول الفولاذ والخرسانة والمواد الأخرى التي تستخدمها "حماس" لبناء الأنفاق والذخائر.(ترجمات)