شكلت نتائج الانتخابات الفرنسية زلزالًا بكل معنى الكلمة داخل فرنسا، إذ انتشلت البلاد نفسها من براثن اليمين المتطرف، فلا مارين لوبان تذوقت طعم الحكم، ولا ماكرون خرج فائزًا من هذا اليوم الطويل.وفي لحظة أقل ما قيل عنها إنها تاريخية، قَلب الشعب الفرنسيّ الطاولة، وحوّل الرابح في الجولة الانتخابية الأولى إلى خاسر، ووضع الخاسر على أبواب قصر الإليزيه، وبالأرقام بات الحكم بيد اليسار. تحديات كثيرةوفي هذا الشأن، قال النائب في البرلمان الفرنسيّ المنحل، ونائب رئيس الحركة الديمقراطية لبوش دو رون محمد لعقيلة لقناة "المشهد": "لدينا خاسر وحيد في هذه الانتخابات وهو اليمين المتطرف بأفكاره العنصرية".وفي موضوع الهجرة، قال لعقيلة: "على الأوروبيّين أن يستقبلوا العمالة الخارجية من أجل تدوير الاقتصاد، وفوز اليمين كان سيذهب أحلامنا في هذا الشأن".وأكد لعقيلة أنّ للفرنسيّ ثقافة ثورية، وماكرون كان رئيسًا ممتازًا منذ توليه الحكم في عام 2017، وساعد فرنسا بشكل كبير على مستوى أوروبا خصوصًا في الشق الاقتصادي، ولكن للأسف الفرنسيون لم يردوا له الجميل.وتابع لعقيلة قائلًا: "لدينا الكثير من التحديات من الناحية الاقتصادية، وأنا أدعو المستثمرين أن يستثمروا في فرنسا وأن يضعوا كل ثقتهم في بلدنا".خطر اليمين المتطرفوفي سياق متصل، قال العضو في حزب فرنسا الأبية زياد همدر لقناة "المشهد": "نتائج الانتخابات الفرنسية أظهرت بشكل واضح أنّ الشعب الفرنسي وقف في وجه الخطر الذي يمثله اليمين المتطرف، والبراهين على ذلك كبيرة".وتابع همدر قائلًا: "الشعب الفرنسي شعب مختلط بالأساس، وليس قائما على قومية معينة مثل الشعوب الثانية، كالشعب الألماني مثلا، والشعب الفرنسي أثبت بالفعل هذا الشيئ في هذه الانتخابات".وأضاف همدر قائلا: "قدّم اليسار برنامجًا واضحًا مختلفًا تمامًا عن السياسات الاقتصادية والاجتماعية في برنامج إيمانويل ماكرون ووزرائه خلال الـ7 سنوات الماضية، حتى أنّ سياسات ماكرون بالتطبيق كانت أقرب لليمين المتطرف".تهديد للديمقراطيةمن جهته، قال المتحدث باسم الاستعادة الفرنسيّ جان مسيحة لقناة "المشهد": "نتيجة هذه الانتخابات هي نتيجة تكتل نظام بأكمله، نظام ضد القومية الفرنسية وضد السيادة الفرنسية".وأضاف مسيحة قائلًا: "ما حصل في هذه الانتخابات، هو تهديد للديمقراطية، لأنّ اليمين يشكل أغلبية كبيرة من الشعب الفرنسي، ولكنّ النظام الانتخابيّ الأغلبي من ناحية، وتكتل وتحالف ضد الطبيعة من كل الأحزاب التي حكمت فرنسا خلال الـ40 سنة الماضية، أدى إلى منع الناخبين الفرنسيّين من انتخاب اليمين القومي".وأكد مسيحة أنّ نتيجة الانتخابات الفرنسية ليست انتصارًا لليسار المتطرف وإيمانويل ماكرون، بل هي انتصار لحسابات الأحزاب التي حكمت فرنسا، والتي تود أن تستمر في الحكم ضد إرادة الشعب الفرنسي.وختم مسيحة قائلًا: "اليسار المتطرف هو عدو للهوية الفرنسية وعدو للسيادة الفرنسية، وبنى نصره في الانتخابات على استبدال الشعب، ومحاصرته بهجره كثيفة وغير محدودة، وذلك بهدف تجنيس المهاجرين".(المشهد)