في لقاء غير مألوف داخل البيت الأبيض، تصاعد التوتر بشكل واضح بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور نائب الرئيس جي دي فانس. جاء هذا اللقاء من دون مترجم، ما أظهر فجوة واضحة في التواصل، حيث تبادل الطرفان تصحيحات ونقاشات حادة أمام الكاميرات، ما جعل اللقاء يبدو وكأنه مبارزة سياسية مباشرة.يعتقد خبراء لغة الجسد، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، أنّ التناقض بين الزعيمين كان واضحًا، حيث بدا ترامب وكأنه في "قاعة محكمة"، يتحدث من موقع قوة وثبات، بينما أظهر زيلينسكي طاقة "المقاتل"، متأثرًا بثلاث سنوات من الحرب المستمرة. ارتدى زيلينسكي زيّه العسكري كدليل على جدّيته، بينما جلس ترامب في وضعية تعكس سلطته، مستخدمًا إشارات القوة المعتادة، مثل إيماءات اليد الواثقة.زيلينسكي واستياء ترامبشهد اللقاء تصحيحًا علنيًا عندما ذكر ترامب خطأً، أنّ روسيا ضمّت القرم عام 2015، ليقاطعه زيلينسكي مؤكدًا أنّ الضم حدث في عام 2014. كما رفض زيلينسكي تصريحات فانس حول الحاجة إلى "الدبلوماسية"، متسائلًا عن جدوى الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.وبحسب محللي لغة الجسد، بدا زيلينسكي غاضبًا منذ البداية، حيث انتقل من وضعية الميل للأمام أثناء حديثه، إلى التراجع للخلف مكتّف اليدين أثناء الاستماع لفانس، في إشارة إلى استيائه. فيما أظهر ترامب لغة جسد توحي بالقوة، مستخدمًا إستراتيجياته المعتادة، مثل الابتسامات الساخرة ومصافحة "تكسير العظم".دفاع زيلينسكي عن موقفهوبعد اللقاء، ظهر زيلينسكي في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، ليؤكد أنّ موقفه لم يكن خاطئًا، مشددًا على أهمية الصراحة والوضوح بين الحلفاء. كما كتب على منصة "إكس" رسالة شكر للولايات المتحدة، مؤكدًا أنّ العلاقة بين البلدين تتجاوز القادة وتمثّل "رابطة تاريخية قوية".قارنت التحليلات لغة جسد ترامب في لقاءاته مع زيلينسكي، بموقفه تجاه بوتين، حيث يبدو أنه يعتبر الأخير "زميلًا في القوة"، متجنّبًا إظهار الهيمنة المعتادة. على عكس زيلينسكي، الذي يواجه ترامب بندّية، فإنّ بوتين وترامب يميلان إلى "محاكاة" لغة الجسد لبعضهما البعض، ما يعكس توازنًا في القوة بينهما.(ترجمات)