تحركات دبلوماسية غير معلنة تقوم بها دمشق على مستويين متوازيين، الأول مع الولايات المتحدة والثاني مع إسرائيل، في محاولة لفك العزلة الدولية وتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا.وقال حازم الغبرة، المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية وعضو الحزب الجمهوري، في حديثه لبرنامج "استوديو العرب" مع الإعلامية آسيا هشام على قناة ومنصة "المشهد"، إنّ دمشق وجهت رسالة رسمية إلى الإدارة الأميركية ردًا على شروط رفع العقوبات، مشيرًا إلى أنّ الرسالة جاءت في إطار استعداد وفد وزاري سوري لزيارة واشنطن ونيويورك للمشاركة في اجتماعات مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.وأضاف أنّ الرد السوري تضمّن نقاطًا إيجابية تتعلق بملف السلاح الكيميائي والتعاون مع إيران، لكنه أشار إلى أنّ بعض القضايا ما زالت عالقة، أبرزها تعيين مقاتلين أجانب في مناصب عسكرية عليا، وملف الصحفي الأميركي المختطف أوستن تايس.وتابع الغبرة أنّ زيارة وزير الخارجية السوري إلى واشنطن لم تتأكد بعد، في حين تجري محاولات من دول صديقة لسوريا لتسهيل هذه الزيارة، مؤكدًا أنّ المماطلة في هذه المرحلة ليست لصالح أحد في ظل تدهور الاقتصاد السوري.تواصل سرّيمن جهة أخرى، ووسط استمرار التوتر على الحدود السورية- الإسرائيلية، تتسرب معلومات عن وجود مراسلات أو محاولات تواصل سرية بين حكام دمشق الجدد وتل أبيب. يرى البعض أنّ إسرائيل تمثل البوابة الحقيقية لرفع العقوبات، وأنّ أيّ تأخير في هذا المسار يرتبط ببدء تفاهم أو اتفاق ما معها. في المقابل، تشير مصادر أخرى إلى أنّ دمشق هي من بادرت بإقامة هذا التواصل، لكن بشكل غير معلن في محاولة لفتح قنوات خلفية قد تسرّع فك العزلة الدولية عنها. تحدثت الصحفية السورية نتانيا مردخاي من أوسلو عن هذه المحاولات للتواصل السرّي بين الحكومة السورية الجديدة وتل أبيب.وقالت مردخاي، إنّ دمشق أرسلت موفدًا خاصًا إلى إسرائيل عبر معبر القنيطرة، في محاولة لفتح قناة تواصل غير مباشرة، مضيفة أنّ إسرائيل لم ترد بشكل واضح على هذا العرض.وأشارت إلى أنّ القيادة السورية الحالية تسعى لتفادي أيّ مواجهة عسكرية مع إسرائيل وتسلك بدلًا من ذلك طريق التفاهمات غير الرسمية، خصوصًا في ظل التوتر المستمر جنوب سوريا.وتابعت أنّ إسرائيل لا تزال تشكّك في نوايا الحكومة السورية ولا تثق في الشخصيات الممثلة لها، وهو ما أدى إلى فشل الوسيط الأول وإرسال موفد ثانٍ دون نتائج ملموسة حتى الآن.وأكدت مردخاي أنّ التوثيق الكامل للتحركات موجود، وسيتم نشره في الوقت المناسب، موضحة أنّ الغاية من هذه التحركات هي رفع العقوبات ولو عبر طرق غير مباشرة.(المشهد)