50 عاماً مرت على إدراج ملف الصحراء على جدول أعمال الأمم المتحدة، ومع ذلك ما يزال النزاع قائماً، متأرجحاً بين مبادرات سياسية ومواقف متصلّبة، في منطقة تشهد توتراً إقليميًّا متزايداً. وبينما يترقّب العالم كل تحرك دبلوماسي في هذا الملف، جاء ستافان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى الصحراء، ليضع أمام مجلس الأمن ما وصفه بـ"الفرصة التاريخية" التي يجب اقتناصها قبل فوات الأوان. فماذا قال ستافان دي ميستورا؟ ستافان دي ميستورا يطرح حلًّا في إحاطته الأخيرة، يوم الاثنين 14 أبريل، بدا دي ميستورا أكثر وضوحاً من أي وقت مضى. فقد اعتبر أن "الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية" هو الحل الوحيد الممكن لإنهاء النزاع، مستنداً إلى ما وصفه بـ"زخم دبلوماسي غير مسبوق"، يتمثل في دعم متزايد من قوى دولية وازنة، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، لمقترح المغرب. وذهب إلى أبعد من ذلك، حين أشار إلى أن النقاش داخل أروقة الأمم المتحدة بدأ يتحوّل بشكل حاسم نحو هذا الخيار، مع استبعاد غيره من البدائل. وأشار المبعوث الأممي إلى تطورين رئيسيين: الأول، تأكيد واشنطن دعمها لمقترح الحكم الذاتي، وتصريحات واضحة من السيناتور ماركو روبيو تُعيد التذكير بإعلان إدارة ترامب عام 2020، ما يعكس استمرارية في الموقف الأميركي. والثاني، التفاعل الفرنسي الأخير مع الملف، رغم حساسيته بالنسبة للجزائر، التي بدأت، بحسب دي ميستورا، خطوات نحو تطبيع العلاقات مع باريس، رغم الخلافات القديمة. غير أن دي ميستورا لم يخفِ القلق من حالة الجمود في العلاقات المغربية - الجزائرية، محذراً من أن استمرار التوتر، وسط سباق تسلح متسارع، قد يقود إلى تصعيد لا تُحمد عقباه. ودعا إلى تفعيل الدبلوماسية الواقعية، وتجاوز الحسابات الضيقة، لصالح شعوب المغرب الكبير التي "احتُجزت رهينة نزاع مفتعل". وتحدث دي ميستورا عن التحركات التي قام بها في المنطقة، قائلاً: "خلال الأسابيع الماضية، زرت الرباط ونواكشوط وتندوف والجزائر. وخلال اجتماعاتي مع وزير الخارجية المغربي، ومع الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، استمعت إلى تأكيد مجدد على مواقفهم ومخاوفهم المعروفة، وكان الأمر ذاته مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف". وفي ختام إحاطته، شدد دي ميستورا على أن "الزمن ليس في صالح أحد"، وأن الأشهر الـ3 المقبلة ستكون حاسمة. فإما المضي نحو حل سياسي واقعي وعادل، أو الغرق أكثر في مستنقع الجمود والتصعيد.(المشهد)