عاد الشمال الشرقي في سوريا إلى سيطرة الحكومة للمرة الأولى منذ عام 2012، بعد الاتفاق الذي وقّعه قائد "قسد" مظلوم عبدي مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
وتوصلت الحكومة الانتقالية في سوريا بقيادة أحمد الشرع إلى اتفاق مع قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي من أجل دمج القوة الرئيسية المدعومة من الولايات المتحدة هناك في الجيش السوري.
ووقّع الاتفاق يوم الاثنين الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي.
اتفاق قائد "قسد" مظلوم عبدي وأحمد الشرع في سوريا
يمثل الاتفاق الموقّع بين الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي انفراجة كبيرة من شأنها أن تخضع معظم سوريا لسيطرة الحكومة التي تقودها الجماعة التي قادت الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
ونشرت الرئاسة السورية بيانًا وقّعه الطرفان، حيث إنه من شأن الاتفاق أن يضع جميع المعابر الحدودية مع العراق وتركيا في الشمال الشرقي والمطارات والحقول النفطية تحت سيطرة الحكومة المركزية في سوريا.
وسيضع الاتفاق الشمال الشرقي من سوريا تحت سيطرة الحكومة للمرة الأولى منذ أن حصلت السلطة التي يقودها الأكراد على الحكم الذاتي للمنطقة في عام 2012 خلال الحرب الأهلية.
وسيحصل أكراد سوريا على حقوقهم بما في ذلك التعليم واستخدام لغتهم التي كانت محظورة منذ عقود في عهد بشار الأسد.
ووفق نص الاتفاق، سيكون بمقدور جميع السوريين المشاركة في العملية السياسية الجديدة في سوريا، بغضّ النظر عن الخلفية الدينية أو العرقية.
ويمثل الاتفاق انفراجة كبيرة للرئيس السوري الانتقالي الذي أشرك قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في وقت مبكّر في مفاوضات لتعزيز سيطرة الحكومة السورية على البلاد.
وشدد الاتفاق على ضمان عودة المهجرين السوريين كافة إلى بلداتهم وقراهم، وتأمين حمايتهم من الدولة السورية، التي ستدعم مكافحتها لفلول الأسد والتهديدات كافة التي تُهدد أمنها ووحدتها.
ونصّ أيضًا على وقف إطلاق النار على الأراضي السورية كافة.
"قسد" ترحّب
وفي منشور على منصة "إكس"، كتب قائد "قسد" مظلوم عبدي "نعتبر هذا الاتفاق فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوّناتها وتضمن حسن الجوار".
وأضاف عبدي "في هذه الفترة الحسّاسة، نعمل سويا لضمان مرحلة انتقالية تعكس تطلعات شعبنا في العدالة والاستقرار".
ترحيب عربي
رحبت وزارة الخارجية الأردنية باندماج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ضمن مؤسسات الدولة السورية.
كما رحبت قطر بالاتفاق أيضًا واعتبرته خطوة مهمة نحو توطيد السلم الأهلي وتعزيز الأمن والاستقرار وبناء دولة المؤسسات والقانون.
وأشادت السعودية بالإجراءات التي اتخذتها الحطومة الانتقالية السورية لصون السلم الأهلي في سوريا والجهود المبذولة لاستكمال مسار بناء مؤسسات الدولة بما يحقق الأمن والاستقرار ويلبي تطلعات الشعب السوري.
توترات الساحل السوري
وجاء الاتفاق بعد أن أعلنت وزارة الدفاع السورية إنهاء عمليتها العسكرية ضد الموالين للأسد في الساحل السوري.
وبدأ القتال بعد أن شنّ مقاتلون موالون لنظام بشار الأسد المخلوع هجومًا منسقًا على قوات الأمن السورية عبر مدن الساحل يوم الخميس الماضي.
وأسفر القتال الذي استمر على مدار 5 أيام في شمال غرب سوريا عن مقتل أكثر من ألف شخص، بينهم 745 مدنيًا على الأقل.
وأدى الهجوم إلى عمليات قتل انتقامية لمدنيين معظمهم من العلويين في قرى في الشمال الغربي.
(المشهد)