تشهد أسعار الأضاحي في ليبيا ارتفاعا حادا، ويرجع ذلك لأسباب عدة أبرزها الإعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة وتسبب في خسارة جزء كبير من الثروة الحيوانية في شرق البلاد.وتأثرت الأسعار بشكل عام بنفوق أعداد كبيرة من الأغنام والأبقار وغيرها من الحيوانات التي يربيها السكان عادة لتكون مصدر رزق لهم.كما أن أسعار الأضاحي المستوردة من إسبانيا وأوكرانيا، والتي كانت في الماضي تشهد إقبالا من أصحاب الدخل المحدود، تضاعفت تقريبا وبعد أن كان سعرها نحو 500 دينار ليبي (حوالي 103 دولارات)، وصل هذا العام إلى 950 دينارا.ارتفاع جنونيوقال الموظف أحمد عبد الحميد (57 عاما) وهو أب لستة أبناء "الأسعار جنونية، ليس معقولا أن يصل سعر الأضحية إلى 3700 و2000 دينار. للأسف راتبي لا يغطي هذه القيمة. لدي التزامات أخرى من أقساط أبنائي في المدرسة".وتحسر على حاله قائلا "الحياة أصبحت صعبة، نحن الليبيون ضعنا، نعم ضعنا".بينما استسلم البعض لفكرة التخلي عن شراء الأضاحي هذا العام، يصر آخرون على إتباع هذه السُنة والعمل بهذه الشعيرة الإسلامية رغم ارتفاع الأسعار مثل عبد السلام محمد (46 عاما) وهو سائق سيارة أجرة ولديه أربعة أبناء.وقال محمد وهو يقف في سوق للأضاحي داخل حي الكيش في بنغازي "بصراحة جئت وأعرف الأسعار ولكن مثل كل عام سأشتري الأضحية المستوردة مع العلم أن هذا العام أسعارها مرتفعة عن السنوات الماضية. كانت 500 و600 دينار الآن أصبحت 950".وعبر عن مخاوفه من ألا يتمكن من شراء الأضاحي في المستقبل. وقال "أنا ليس لدي راتب، أخاف أن يأتي يوم أشتري في عيد الأضحى من القصاب كيلو أو اثنين من أجل أبنائي".غياب دور الدولةويرجع طارق المغربي تاجر الأغنام الأزمة الحالية إلى ارتفاع سعر العلف وعدم الحفاظ على الثروة الحيوانية المحلية.ويوضح قائلا "السعر مرتفع نعم ولكن ماذا نفعل. الدولة لا تدعمنا وسعر الأعلاف مرتفع وأسعار هذا العام مرتفعة بشكل كبير".وأشار فوزي العقوري نقيب القصابين في بنغازي إلى تأثير الإعصار دانيال على مناطق الثروة الحيوانية في الشرق مثل المرج وتاكنس، إضافة إلى ارتفاع الدولار اللازم لشراء الأعلاف واستيراد الماشية.وأضاف أن الليبيين يستهلكون كل عيد ما يقرب من مليون و200 ألف أضحية.وبحسب العقوري، كانت ليبيا تأتي ثالثا على مستوى إفريقيا من حيث حجم الثروة الحيوانية لكنها الآن تراجعت إلى المركز الثامن.(رويترز)