لا تزال المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني مستمرة، وسط حديث عن شح الموارد العسكرية لكييف والتي تراجع وضعها الميداني على مدار الأشهر الماضية. ويبدو أن حزمة المساعدات والدعم العسكرية الأميركي لكييف والتي تقدر بـ61 مليار دولار، لم تُغيّر الموازين في ساحة القتال أمام الجيش الروسي حتى الآن. التدهور في الموقف الأوكراني أمام الجيش الروسي، يعود إلى النقص الخطير في الذخيرة والأسلحة ما دفع قادة الجيش الأوكراني إلى تقنين استخدام الذخيرة والتخلي عن الأراضي شرقا. من جانبها، اعترفت الولايات المتحدة، بالتقدم الروسي في ساحة القتال على الجبهة الأوكرانية، وتتوقع واشنطن أن تستمر روسيا في تقدمها حتى يوم عيد النصر.من جانبه، اعترف أيضًا وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، بتفوق روسيا على الغرب في الأسلحة. وقال إنّ أوكرانيا يجب أن تواجه الحقيقة بأن روسيا هي أكثر فعالية في الإنتاج العسكري، فخلال العامين أصبحت روسيا أكثر إنتاجًا في العتاد العسكري من التحالف العسكري الغربي بأكمله. ويرى خبراء أنّ نقص صواريخ الدفاع الجوي هي أحد جوانب النقص الرئيسية في الدفاعات الأوكرانية، فيما قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنّ أوكرانيا في حاجة إلى 7 أنظمة دفاع جوي باتريوت. ولسد النقص في الطائرات المُسيّرة، برزت صناعة محلية شعبية في أوكرانيا تتمثل في صناعة الطائرات المُسيرة يدوية الصنع، حيث قام الأوكرانيون باستخدام مواد مختلفة في صنع هذه الطائرات، بالإضافة إلى إصلاح الطائرات الروسية الأخرى التي تجمعها القوات الأوكرانية من أرض المعركة.أوكرانيا في موقف حرجمن جانبه، قلل الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء مأمون أبو نوّار، من فاعلية الطائرات المُسيّرة التي تقوم أوكرانيا بتصنيعها في تغيير مسار الحرب، لافتًا إلى أنّ الضربات التي تحدث من قبل المُسيّرات في الداخل الروسي أو حتى الداخل الأوكراني لا تغيّر شيئًا في المعركة. وقال في مقابلة مع قناة " المشهد" إنّ المُسيّرات هي أداة حديثة في الحروب ولكنها لا تستطيع أن تحسم الأمور على أرض القتال. وأضاف أبو نوّار أنّ الأوكرانيين قبل عام قالوا إنهم سوف يعملون على تنفيذ هجوم عكسي خلال الربيع ولكن كانت تنقصهم الأسلحة والمعدات لتنفيذ ذلك فهم يقابلون الجيش الروسي. وأشار الخبير العسكري إلى أنّ كافة الأسلحة التي تأتي أوكرانيا لا يمكنها أن تُغير مسار الحرب سواء القذائف المدفعية أو حتى الصورايخ، فنسبة العتاد العسكري الأوكراني مقابل العتاد الروسي لا تمثل سوى نسبة 10% فقط. ورأى أنّ الوضع على الجبهة الأوكرانية حرج جدًا وسوف يستمر هذا الوضع حتى نهاية العام، وقلل أيضًا من أهمية منظومة الدفاع الجوي (باتريوت) في حين تم مد كييف بها. وقال إن الروس تمكنوا من ضرب هذه المنظومة، على الرغم من ذلك هناك احتياج أوكراني لدفاعات جوية، وأشار إلى أنّ السيطرة الجوية هي لروسيا في هذه الحرب. وأوضح أن روسيا تستطيع الوصول إلى أهدافها داخل أوكرانيا من خلال استهدافها بصواريخ بعيدة المدى من دون اللجوء إلى الدخول إلى أوكرانيا، مُضيفا" حتى طائرات إف 16 لن تكون فعالة في المعركة لأنها طائرات قديمة وتستطيع روسيا أن تتفوق عليها في المعركة من خلال طائراتها". وأكد أهمية أن يحدد الأوكرانيين أهدافهم بدقة فيما يتعلق بالدفاع عن المدن الأوكرانية، لأن الفترة المقبلة من المتوقع أن تشهد تقدمًا كبيرًا للقوات الروسية. وتابع الخبير العسكري قائلًا" الوضع الآن حساس وحلف الناتو ليس على كلمة واحدة فحتى المساعدات العسكرية التي وفرتها الولايات المتحدة لأوكرانيا لن تكون كافية لوقف الهجوم الروسي على أوكرانيا". وأشار إلى أنّ أوكرانيا لن تتمكن من حسم المعركة ولن تربح أيّ أرض في القتال، لافتًا إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق أهدافه من الحرب على أوكرانيا ولديه متطلبات تتعلق بنزع السلاح من أوكرانيا وعدم انضمامها إلى حلف الناتو. واختتم أبو نوار حديثه قائلًا " بوتين لا يرد تصعيد مع الغرب والغرب أيضًا لا يريدون هذا التصعيد". (المشهد)