قال موقع "أكسيوس" إن العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان والتي بدأت بين عشية وضحاها تضع حرب إسرائيل متعددة الجبهات في مرحلة جديدة وخطيرة بعد عام من الحرب في غزة في أعقاب هجمات "حماس" في 7 أكتوبر.وفي حين أن إدارة بايدن لا تعارض العملية الإسرائيلية، يخشى المسؤولون الأميركيون أن يكرر التاريخ نفسه. مرتين من قبل: أولاً في عام 1982.ومرة أخرى في عام 2006.وستكون النتيجة الأكثر دراماتيكية المحتملة للغزو البري هي إقناع إيران بتغيير المسار والتدخل المباشر لإنقاذ الميليشيا التي بنتها لعقود من الزمان.ولكن هناك سيناريو آخر حذّر منه المسؤولون الأميركيون منذ أشهر، وهو احتمالية تدخل إيران من خلال إرسال الميليشيات الموالية لها لمساعدة "حزب الله"، أو فتح جبهة أخرى عبر سوريا. وقد أثارت هذه الأنباء ضجة كبيرة في إسرائيل، حيث شنت القوات الإسرائيلية غارات على جنوب لبنان يوم الاثنين الماضي، بعد مرور ما يقرب من عام منذ بدأ "حزب الله" إطلاق الصواريخ على إسرائيل في 8 أكتوبر تضامناً مع الفلسطينيين."الغرق في الوحل"وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن العملية البرية لا تهدف إلى احتلال جنوب لبنان، بل إلى تدمير مواقع "حزب الله" وأنفاقه ومنصات إطلاق الصواريخ والبنية التحتية العسكرية الأخرى في القرى القريبة من الحدود. وأضاف المسؤول أنّ العملية البرية بدأت في منطقة محدودة في الجزء الشرقي من الحدود، وستستمر تدريجياً في أقسام أخرى. والفكرة هي إنشاء "محيط أمني" على الجانب اللبناني من الحدود، حيث لن يتمكن من دخوله سوى الجيش اللبناني أو قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).وقال المسؤول: "ليست لدينا نية للغرق في الوحل اللبناني... سندخل ونخرج في النهاية. هذه عملية تكتيكية محدودة في الوقت والنطاق".بدأ التصعيد الإسرائيلي بهجمات سرية فجرت عن بعد أجهزة النداء واللاسلكي. وأسفرت عن مقتل أو جرح الآلاف من أعضاء "حزب الله"، واختراق أنظمة الاتصالات الداخلية للميليشيا وخلق جنون العظمة غير المسبوق في صفوفها.ثم شنت إسرائيل غارات جوية غير مسبوقة دمرت أجزاء كبيرة من ترسانات "حزب الله" الصاروخية والقذائف، وقتلت العديد من كبار القادة ومتوسطي المستوى.واستعدت إسرائيل لمواجهة مع "حزب الله" لمدة 18 عامًا، لكن العديد من العاملين في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية يقولون إنهم فوجئوا بمدى فعالية هجماتهم حتى الآن.وقال مسؤولون إسرائيليون لوكالة "أكسيوس" إنّ "حزب الله"في حالة من الفوضى مع اختباء قياداته المتبقية وقواته ذات الروح المعنوية المنخفضة.مخاوف أميركيةلكن ما يبدو وكأنه عملية عسكرية ناجحة يمكن أن يتغير إذا تحول التركيز من الضربات الجوية المستهدفة إلى عملية برية حيث يتعين على جنود الجيش الإسرائيلي مواجهة مسلحي "حزب الله" المدربين والمجهزين على "أرضهم".في هذا السيناريو، من المرجح أن تزيد الخسائر الإسرائيلية، وقد يمتد نطاق ووقت العملية إلى ما هو أبعد من الخطة الأصلية. وقال مسؤولون أميركيون إن البيت الأبيض والبنتاغون أدركا أن تأثيرهما على صنع القرار الإسرائيلي بشأن الحرب في لبنان محدود.بعد إخبار الإسرائيليين لأسابيع بتجنب الغزو البري، قرر البيت الأبيض في الأيام الأخيرة التركيز على محاولة تقليله قدر الإمكان، كما قال المسؤولون. وأضاف مسؤول أميركي "لقد فهمنا أن هذا يحدث لكننا في مكان سلام مع القرار والخطة الإسرائيلية".وقال مسؤولون إسرائيليون لأكسيوس إنهم أوضحوا للبيت الأبيض والبنتاغون أنهم لا يخططون لغزو كبير.لكن البيت الأبيض أبلغ الإسرائيليين أنه قلق من أن ما يبدأ كعملية محدودة زمنياً وجغرافياً سينزلق في النهاية إلى شيء أكبر وأطول أمداً، بحسب مصدر مطلع بشكل مباشر.(ترجمات)