يحقّ لنحو 240 مليون أميركيّ التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن من المرجح أن يحسم عدد قليل منهم في7 ولايات من أصل 50 ولاية أميركية، مسألة من سيصبح الرئيس المقبل للبلاد. وفي نظام انتخابي يتطلب الفوز فيه تحصيل 270 صوتًا من أصل 538 صوتًا في المجمع الانتخابي، يرتبط مصير كل من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بالحصول على غالبية 93 صوتًا في المجمع الانتخابي، تتوزع عبر ما يُعرف بـ"الولايات المتأرجحة".وقبل 46 يومًا تتوجه أنظار المتابعين لانتخابات الـ5 نوفمبر، إلى 7 ولايات تحمل مفاتيح البيت الأبيض، هي أريزونا، وجورجيا، وميشيغان، ونيفادا، ونورث كارولينا، وبنسلفانيا، وويسكونسن.تظهر نتائج حديثة لاستطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة عدم وجود زعيم واضح في الولايات السبع التي من المرجح أن تقرر مُحصلة رئاسيات 2024، باستثناء ولايتين يبدو أنه يتمتع فيهما مرشح واحد بميزة طفيفة، هما بنسلفانيا وميشيغان. بنسلفانياتتقدم نائبة الرئيس كامالا هاريس في هذه الولاية التي شهدت محاولة اغتيال للرئيس السابق دونالد ترامب، منتصف شهر يوليو الماضي، على المرشح الجمهوري، وحسب 2 من أصل 4 استطلاعات نُشرت الخميس، فإن هاريس تتقدم بـ4 نقاط (من 64℅ إلى 50℅) في استطلاع أجرته "نيويورك تايمز/ كلية سيينا" للناخبين المحتملين، وبفارق نقطة واحدة (من 47℅ إلى 48℅) في استطلاع أجرته صحيفة "واشنطن بوست"، في حين أظهر استطلاع ماريست للناخبين المحتملين تعادل المترشحين بنسبة 49℅، وأظهر استطلاع كلية إيمرسون تقدم ترامب بنقطة واحدة (من 47℅ إلى 48℅)، بولاية بنسلفانيا التي تملك 19 صوتًا بالمجمع الانتخابي. ميشيغان ارتفعت نسبة تأييد هاريس بنسبة 52% مقابل 47% لترامب، وفقًا لاستطلاع ماريست، بينما أفاد استطلاع إيمرسون بتقدم المرشحة الديمقراطية بنقطتين (49% مقابل 47%)، كما أظهر استطلاع أجرته كوينيبياك، الأربعاء، تقدمها بخمس نقاط (45% مقابل 50%). وتتقدم هاريس على ترامب في ميشيغان التي يبلغ نصيبها 17 صوتًا من إجمالي أصوات المجمع الانتخابي، بنسبة 50% إلى 45%، مع حصول مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، التي ارتفعت شعبيتها وسط الناخبين العرب الغاضبين من تعاطي إدارة هاريس- بايدن، مع الحرب الإسرائيلية على غزّة، على 2%، و يُذكر أن الرئيس الحالي جو بايدن قد فاز بميشغان بفارق 150 ألف صوت فقط في رئاسيات 2020.ولكن هذه المرة، يقول عضو الحزب الديموقراطي، والمحلل المختص في الشأن الأميركي، سامح الهادي، يسود في الولاية توجها عاما نحو معاقبة الديموقراطيين على تعاطيهم مع ملف غزة، و يتحدث الهادي من ميشغان لـ "المشهد" عن بروز توجه آخر وسط الناخبين الأميركيين من أصول عربية، يدعو لمنح هاريس فرصة إظهار اختلافها عن بايدن، خاصة بعد إعلانها بشكل صريح إدانة الجرائم المرتكبة في حق الفلسطينيين، و ضرورة وقف إطلاق النار و تحرير الأسرى.ويسكونسنحين يتعلق الأمر بويسكونسن صاحبة الـ10 أصوات بالمجمع الانتخابي، والمُلقبة بـ"أرض الألبان الأميركية"، والتي تعود ريادتها في مجال تصنيع الألبان لعام 1915، تتعادل نتائج استطلاعات الرأي المتعلقة بحظوظ المترشحين، حيث يظهر تقدم هاريس بنقطة واحدة في استطلاعات ماريست (50% مقابل 49%) وكوينيبياك (48% مقابل 47%)، فيما يتضح تقدم ترامب بنقطة واحدة (49% مقابل 48%) في استطلاع إيمرسون. وبالمقارنة مع الولايتين الأخريين، يتمتع الرئيس السابق دونالد ترامب، في أرض الألبان، بدعم حزبيّ أكبر، مقارنة بنائبة الرئيس الحالية، حيث إنّ 95% من الجمهوريين يدعمون ترامب، و94% من الديمقراطيين يدعمون هاريس.أريزونافي هذه الولاية الجنوبية التي يبلغ نصيبها من أصوات المجمع الانتخابي، 11 صوتًا، يتقدم ترامب على هاريس بنقطة واحدة، (49% مقابل 48%)، حسب استطلاع إيمرسون، في حين يُظهر استطلاع أجرته شبكة (CNN/SSRS) في الفترة من 23 إلى 29 أغسطس تقدم الرئيس السابق بخمس نقاط، (49% مقابل 44%) – وتخلف ترامب عن هاريس بنقطتين (49% إلى 47%) من خلال استطلاع أجرته بلومبرغ نيوز/مورنينغ كونسلت للناخبين المسجلين بعد خروج الرئيس جو بايدن من السباق مباشرة. جورجيا أظهر استطلاع اللجنة اليهودية الأميركية مؤخرًا، أنّ كامالا هاريس ودونالد ترامب يخوضان سباقًا متقارباً في جورجيا التي تمتلك 16 صوتًا بالمجمع الانتخابي، واشتدّ السباق منذ استطلاع اللجنة اليهودية الأميركية في يونيو عندما تقدم الرئيس السابق بخمس نقاط على الرئيس جو بايدن، قبل انسحابه. لكن أحدث الأرقام تُفيد بتقدم ترامب بثلاث نقاط (50% مقابل 47%)، في استطلاع إيمرسون، بينما تتقدم هاريس بنقطة واحدة (48% مقابل 47%) في استطلاع (CNN/SSRS)، وكان كل من هاريس وترامب متعادلين بنسبة 47%، في شهر يوليو الماضي، وفق بيانات استطلاع بلومبرغ/مورنينغ كونسلت. نيفادا ولاية أخرى بـ6 أصوات في المجمع الانتخابي ليس لها زعيم واضح بعد، فعلى الرغم من أن الجمهوريين كانوا مهيمنين من أواخر الستينيات إلى أواخر الثمانينيات، على نيفادا، فإنّ تغيّر التركيبة السكانية للولاية، وضع الولاية على جانب مختلف من الخريطة الانتخابية، بعد أن انضمت بشكل مباشر إلى فئة الولايات التي تمثل ساحة المعركة، بعد أن فازت بها هيلاري كلينتون على دونالد ترامب، عام 2016، بهامش 48% مقابل 46%، وفاز بها بايدن على ترامب عام 2020 بنحو 2.5%. أما حاليًا، فتُشير نتائج استطلاع إيمرسون إلى تعادل كل من هاريس وترامب بنسبة 48%، ما يعني أن الولاية يمكن أن تذهب في أيّ من الاتجاهين شهر نوفمبر المقبل. كاورلينا الشمالية على نحو متزايد وبفارق ضئيل، يظل قلب ساحة المعركة في ولاية كارولينا الشمالية، بأصواتها الـ 16 في المجمع الانتخابي، من الكفة الجمهورية إلى الكفة الديمقراطية، تحدياً كبيراً لنائبة الرئيس كامالا هاريس. فمنذ المناظرة الرئاسية التي جمعت كامالا هاريس بدونالد ترامب، في الـ 10 سيبتمبر الجاري، كشفت استطلاعات الرأي عن فوارق طفيفة، بين هاريس صاحبة شعار "طريق جديد للمضي قدمًا"، وترامب صاحب شعار "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى". وفي حين تفوّق ترامب على هاريس بنسبة 45.6% مقابل 45.3% في استطلاع كارولينا جورنال، الذي أجرته مؤسسة سيغنال، أظهر استطلاع إيمرسون الذي صدر الخميس، أن كارولينا الشمالية هي الولاية المتأرجحة الوحيدة التي تحول فيها السباق الرئاسي من الأحمر إلى الأزرق منذ أواخر أغسطس، لكن الهامش صغير جدًا، حيث قال 49% من المشاركين إنهم سيصوتون لصالح هاريس، وقال 48% إنهم سيدلون بأصواتهم لصالح ترامب إذا أجريت الانتخابات اليوم.ويعتقد الهادي، أن "الولايات المتأرجحة تلعب دورا تاريخيا في حسم الرئاسيات الأميركية، و هذه المرة لن تكون استثناءا، عدا عن التحولات التي يشهدها السباق، منذ تغيير بطاقة الديموقراطيين وخلافة هاريس لبايدن على رأس القائمة، حيث أصبحت هذه الأخيرة، تتقدم في 3 ولايات، بينما يتقدم خصمها الجمهوري أيضا في 3 ولايات أخرى، بعد أن كان هذا الأخير يتقدم بشكل أكبر على بايدن، قبل انسحابه، ما يجعل النجاح الأجدر بالتوقف عنده هو نجاح هاريس في سد الفجوة التي كانت سابقا، بين الرئيس الحالي جو بايدن، و غريمه الرئيس السابق دونالد ترامب، لكن هذه الصورة التي تُقدمها استطلاعات الرأي، يقول المتحدث، تبقى مجرد انطباعات أولية تحتمل الصواب و تحتمل الخطأ". تبذل كلتا الحملتين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي قصارى جهدهما لكسب أصوات الناخبين المترددين في هذه الولايات المتأرجحة التي تضم مجتمعة 93 صوتًا في المجتمع الانتخابي، بينما تظل النتيجة مُتقاربة إلى حد كبير، وتبقى مسألة تحديد الوافد الجديد للبيت الأبيض، مفتوحة على كل الاحتمالات، قبل 46 يومًا عن الانتخابات العامة، و28 يومًا عن التصويت الشخصي المبكر، بينما سيتم إرسال أصوات الأميركيين الذين يعيشون في الخارج، وأفراد الجيش، اليوم الجمعة والثلاثاء المقبل. (المشهد - واشنطن)