مدد مجلس الأمن الدولي الاثنين لـ6 أشهر آلية إيصال المساعدات الدولية الحيوية إلى ملايين السوريين عبر الحدود، ما شكل مصدر ارتياح للوكالات الانسانية والإغاثية التي كانت تأمل، على غرار بعض الدول، تمديدا لفترة أطول.ويمدد القرار الذي أقر بالإجماع حتى 10 يوليو 2023 الآلية التي تسمح بإرسال المساعدات من تركيا، فقط عبر معبر باب الهوى إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب وضواحيها بدون المرور بمناطق سيطرة النظام السوري.وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين في بيان "هي شريان حياة لا غنى عنه لحوالي 4,1 ملايين شخص في شمال غرب سوريا (..) خصوصا في وقت بلغت فيه الاحتياجات الإنسانية أعلى مستوى لها منذ بدء النزاع في 2011 حيث يواجه شعب سوريا شتاء قاسيا ووباء الكوليرا".ومددت الآلية التي كان ينتهي العمل بها الثلاثاء، في يوليو الماضي لمدة 6 أشهر وهي فترة فرضتها موسكو.وتريد روسيا أن تمر المساعدات حصرا عبر مناطق سيطرة النظام وليس عبر معبر باب الهوى الذي تنقل من خلاله أكثر من 80% من حاجات السكان في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام دمشق.لكن منظمات غير حكومية تعتبر أنه لا يمكن الوثوق بالنظام لكي يتم توزيع المساعدة بشكل عادل في المناطق الخارجة عن سيطرته."أداة سياسية" وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا إن التصويت الإيجابي لروسيا الاثنين "لا يغير موقفنا المبدئي من الآلية"، داعيا إلى "احترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها". ولفت أيضا إلى أنه لن يكون هناك تمديدا لـ6 أشهر في يوليو "بدون تغيير جوهري" في مقاربة مجلس الأمن في مجال المساعدة الانسانية في سوريا. لكن الكثير من الدول الأعضاء في مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة وفرنسا واليابان التي تترأس المجلس في يناير، شددت على أنها كانت ترغب في تمديد الآلية لسنة واحدة. وقال السفير الفرنسي نيكولا دو ريفيير من جهته "كانت الجهات الإنسانية بحاجة إلى تفويض لا يقل عن 12 شهرا، وفتح نقطة عبور ثانية لضمان نقل المساعدات الإنسانية بصورة أفضل للسكان. ضمان وصول المساعدات بشكل مستدام ودون عقبات هو الشرط لتقديم مساعدة فعالة للسكان". وذكرت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد أن "تصويت اليوم يبعث على الارتياح للشعب السوري. ومع أن شريان الحياة هذا يستمر في لعب دوره، بالإمكان القيام بأكثر من ذلك بكثير" واصفة القرار بأنه "الحد الأدنى". بحسب الأمم المتحدة فإن الآلية أتاحت تسليم مساعدة حيوية لنحو 2,7 مليون شخص شهريا في 2022. اليوم يعيش 90% من الشعب السوري تحت عتبة الفقر وثمة 12,4 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بحسب الأمم المتحدة. "مأساة طبية" وسمح مجلس الأمن الدولي عام 2014 بعبور المساعدات إلى سوريا عبر 4 نقاط حدودية، لكنه ما لبث أن قلّصها، بضغوط من موسكو وبكين، حليفتي دمشق، لتقتصر على معبر باب الهوى الواقع عند الحدود بين سوريا وتركيا. وقال الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند في بيان "بينما يسعدنا أن المساعدة مضمونة لفصل الشتاء" فإن التمديد مرة أخرى لمدة 6 أشهر "يعني أن يقين اليوم سيكون مرة أخرى قصير الأمد". وكانت عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة أكدت قبل أيام أن مدة 6 أشهر التي تقررت في يوليو حدت من قدرات العمل عبر زيادة الكلفة والتحديات اللوجستية والعملانية. في شمال غرب سوريا، حذّر المسؤول في مديرية صحة إدلب (معارضة) حسام قرة محمد خلال وقفة الأحد من "مأساة طبية" قد تطال 41 منشأة صحية، بينها مستشفيات ومراكز متخصصة في حال توقف العمل بالآلية. وتعتمد المنشآت الطبية على المساعدات الخارجية بالدرجة الأولى من أجل تأمين الاستشفاء والرعاية الصحية للسكان، بعدما أخرجت المعارك خلال السنوات الماضية عشرات المرافق الرئيسية من الخدمة. وفي بيان مشترك الأسبوع الماضي، أكد مدراء منظمات أممية عدة بينها منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي أن غالبية سكان المنطقة هم "من النساء والأطفال الذين يحتاجون هذه المساعدة للبقاء على قيد الحياة خلال ذروة فصل الشتاء ووسط تفشٍّ لمرض الكوليرا" الذي ينتشر في سوريا منذ أشهر. (أ ف ب)