بعد مرور أيام على التداول بتقارير إعلامية عن حصول تقدم ملحوظ على صعيد "مشاورات غير معلنة" من أجل إعادة العلاقات الإيرانية المغربية، التي تقود جهود الوساطة فيها السلطنة العمانية، تداولت وسائل إعلام إيرانية صورة ظهر فيها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى جانب نظيره وزير الخارجية الإيران عباس عراقجي يوم الثلاثاء الماضي، وذلك خلال مشاركتهما في افتتاح المنتدى 10 لتحالف الحضارات، المقام في لشبونة.هذه الصورة التي جمعت بين بوريطة وعراقجي، تصدرت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وأشعلت موجة من التساؤلات حول مستقبل العلاقات الإيرانية المغربية. العلاقات الإيرانية المغربية إلى الواجهة من جديدبالفعل، وبعد مرور أعوام على التوترات الكبيرة في العلاقات الثنائية بين إيران والمغرب، والتي وصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بسبب اتهام المملكة المغربية لإيران بدعم جبهة "البوليساريو"، أثارت التصريحات الأخيرة للمتحدث باسم خارجية إيران إسماعيل بقائي، جدلًا واسعًا وتساؤلات عدة حول مساعي العاصمة الإيرانية طهران للتقرب من العاصمة المغربية الرباط وتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين.وبخصوص العلاقات الإيرانية المغربية، قال إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي بداية هذا الأسبوع، "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بشكل دائم بتوسيع وتحسين العلاقات مع الدول الإسلامية ودول المنطقة ودول الجوار، كما أن تاريخ علاقاتنا مع المملكة المغربية واضح جدًا".وتباينت وجهات نظر المحللين السياسيين حول مستقبل العلاقات بين الطرفين، بين مؤيد للخطوة وبين معارض لها، فمنهم من يعتبر أن أي تقارب إيراني مع المغرب يظل مرهونا بموقف الجمهورية الإيرانية من قضية الصحراء، ومنهم من يستبعد تغيير طهران لمواقفها المبدئية بشأن هذه القضية وبشأن نجاح أي محاولة للتقارب.وفي هذا الشأن، قال الدبلوماسي الإيراني سيد هادي أفقهي، إن"إيران تخلّت بشكل كامل وحاسم عن دعم "البوليساريو" التي كانت المعضلة الأساسية وحجر العثرة الأكبر أمام إعادة الدفء للعلاقات المغربية الإيرانية وتقارب وجهات النظر" مؤكدًا أن "المغرب وإيران باتت تحذوهما بشكل واضح رغبة قوية لإعادة العلاقات الدبلوماسية أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا في ظل النهج الجديد للسياسة الخارجية الإيرانية التي شهدت تحوّلًا استراتيجيًا بارزًا في عقيدتها الدبلوماسية".(المشهد)