تعهد الرئيس الأميركيّ جو بايدن بالردّ على الهجوم بالطائرة المسيّرة على القاعدة الأميركية الذي أودى بحياة 3 جنود أميركيّين، "في الوقت الذي يختاره"، في وقت يواجه فيه موازنة صعبة بشأن كيفية الرد. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القوميّ جون كيربي، "نحن لا نسعى إلى حرب مع إيران"، لكنّ الولايات المتحدة تلوم طهران على تصرفات حلفائها في الهجوم الذي وقع يوم الأحد على منشأة البرج 22 في شمال شرق الأردن، والذي أدّى أيضًا إلى إصابة العشرات من الأفراد. ورأت مجلة "نيوزويك" الأميركية أنّ فشل الولايات المتحدة في التصرّف بشكل حاسم يخاطر بإرسال رسالة ضعف قد تؤدي إلى المزيد من الهجمات. لكنّ التصرف بقوة مفرطة قد يؤدي إلى تصعيد من جانب إيران وحلفائها وسط توترات إقليمية شديدة بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على "حماس" في غزة، ومهاجمة "الحوثيّين" في اليمن لسفن الشحن في البحر الأحمر. وقال المدير التنفيذيّ لشركة استخبارات التهديدات العالمية "Flashpoint"، أندرو بورين، لمجلة "نيوزويك"، إنّ الانتقام سيكون أكثر شمولًا من الضربات الفردية التي نفذتها الولايات المتحدة على أهداف مرتبطة بإيران حتى الآن، لأن "ما تم فعله لم ينجح". وأضاف، "يجب أن تتغير الغايات لأنّ هذا المستوى من العنف وتعطيل التجارة العالمية والهجمات على الشحن التجاريّ والمدنيّين، يجب أن يتوقف". استهداف منشآت في العراق وسوريا هناك العديد من القواعد ومخازن الأسلحة ومستودعات التدريب في جميع أنحاء العراق وسوريا تابعة للميليشيات المدعومة من طهران، والتي يتم تدريبها وتجهيزها وتمويلها من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوريّ الإيراني. وحتى الآن، فشلت الضربات الصاروخية الموجهة بدقة على هذه القواعد في ردع الميليشيات، التي شنت أكثر من 170 هجومًا على القواعد الأميركية في المنطقة منذ بدء الحرب في غزة بعد هجمات 7 أكتوبر. وذكرت صحيفة "بوليتيكو" أنّ المسؤولين الأميركيّين يتحدّثون عن خيارات تشمل ضرب أفراد إيرانيّين في سوريا أو العراق، أو الأصول البحرية الإيرانية في الخليج العربي. هجوم سيبراني وقال بورين إنّ المجموعات المتحالفة مع "محور المقاومة" المدعوم من إيران نفذت ضربات حجب الخدمة (DDoS) ضد الحكومات ومزوّدي البنية التحتية الحيوية والمؤسسات الإعلامية، ما يعني أنّ الانتقام الأميركيّ قد يكون له عنصر إلكتروني. ومن بين الإجراءات الأكثر ليونة التي قد تنظر فيها الولايات المتحدة، هي فرض عقوبات مالية أكثر شدة موجهة إلى أفراد النظام الإيرانيّ وعائلاتهم، ولكنها قد تشمل أيضًا هجمات إلكترونية أو عمليات إلكترونية هجومية خارجية.الضربة المباشرة على إيران ولم تنجح الضربات الانتقامية على "الحوثيّين" في اليمن وإعادة نشر الأصول البحرية الأميركية في مواقع تهديد حتى الآن، في ردع العنف الذي تدعمه طهران، ما أثار دعوات في بعض الأوساط لمزيد من الانتقام المباشر ضد إيران نفسها.وقال بورين إنّ الغارة التي وقعت في الأردن يوم الأحد، "تفتح نطاقًا واسعًا من الأنشطة التي ربما لم تكن حتى الآن مستساغة لدى الجمهور الأميركي". لكنّ كلًا من واشنطن وطهران أصرت على أنها لا تريد الدخول في حرب واسعة النطاق، ويمكن أن تردّ طهران بمحاولة إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20% من النفط والغاز في العالم، ما يوجه ضربة للاقتصاد العالمي. وقال المدير المساعد لشبكة EMN، ماثيو هوه ، إنّ "الهجمات المحدودة على أهداف في إيران، ستؤدي إلى أعمال انتقامية إيرانية متناسبة. لذا فإنّ الهجمات على منشآت الحرس الإيرانيّ أو القواعد الجوية والبحرية، ستشهد هجمات متجددة على القواعد الأميركية في العراق وسوريا". وقال: "الردّ الإيرانيّ على اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني في يناير 2020 هو مثال جيد. ونأمل أن ينتهي الأمر عند هذا الحد". (ترجمات)