قرّرت رئاسة البرلمان العراقي، في ساعة متأخرة من ليل السبت الماضي، رفع جلسة البرلمان وإنهائها، وذلك بعد جولتين من التصويت على انتخاب رئيس جديد للبرلمان العراقي، ليكون خلفًا لمحمد الحلبوسي المُقال من قبل المحكمة الاتحادية العليا في العراق.وشهدت الجلسة مشاجرات وخلافات بين الكتل السنّية، أفشلت عملية التصويت، على 3 مرشحين بارزين، هم شعلان الكريم (المرشح عن حزب تقدم التابع لرئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي)، سالم العيساوي (المرشح عن تحالف السيادة التابع لخميس الخنجر)، محمود المشهداني (المرشح عن تحالف عزم، المدعوم من قبل الإطار التنسيقيّ الشيعي، الذي يمتلك غالبية المقاعد في البرلمان).وتضمت الجلسة، التصويت على رئيس مجلس النواب الجديد، بتقدم مرشح الحلبوسي، شعلان الكريم بـ152 صوتًا، وجاء خلفه النائب سالم العيساوي مرشح تحالف السيادة بـ97 صوتًا.ويذهب منصب رئيس مجلس النواب، وفق العرف السياسيّ المتبع في العراق، منذ الدخول الأميركيّ للبلاد عام 2003، إلى المكوّن السني، لكنّ عجز الكتل السنية عن الاتفاق على مرشح واحد، أدى إلى إخفاق مجلس النواب للمرة الثالثة على التوالي في اختيار رئيس جديد للبرلمان العراقي.وحاولت قوى الإطار التنسيقيّ خلال الجلسة، منع فوز شعلان الكريم، ورفع نوّاب الإطار طلبًا إلى رئاسة البرلمان لإضافة فقرة لتعديل النظام، وتحجيم صلاحيات رئيس البرلمان، ما أدى إلى حدوث فوضى داخل الجلسة ومشاجرات بين النواب.وبعد اخفاق البرلمان في اختيار رئيسه، صرّح عدد من النوّاب لوسائل إعلام محلية عراقية، أنّ ملف انتخاب رئيس جديد للبرلمان العراقيّ أصبح على طاولة المحكمة الاتحادية العليا، (أعلى سلطة قضائية في البلاد)، وأنّ القوى السياسية بانتظار ما ستقرره المحكمة بشان إلغاء نتائج جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب السابقة، من عدمها.وفي حال قررت المحكمة الاتحادية إلغاء جلسة مجلس النواب السابقة، سيتم حسم الملف بانسحاب جميع المرشحين والشروع بترشيح جديد، أما في حال أقرت المحكمة بصحة الجلسة الأخيرة، فستستمر المنافسة بين المرشحين عن الكتل السياسية داخل البرلمان.أروقة المحكمة الاتحادية العراقيةوفي هذا الإطار، قالت عضو مجلس النواب العراقيّ عائشة المساري لمنصة "المشهد"، إنّ "قضية انتخاب رئيس جديد للبرلمان العراقي، أصبحت في أروقة المحكمة الاتحادية العليا، ونحن بانتظار قراراها إما بإلغاء الجلسة كاملة وهذه ستكون فرصة لحزب تقدم لترشيح مرشح آخر بدلًا من شعلان الكريم، أو إلغاء ترشيح شعلان الكريم من قبل المحكمة، فيبقى التنافس بين سالم العيساوي ومحمود المشهداني.وكانت شخصيات إعلامية عراقية، قد كشفت أنّ تعطيل جلسة اختيار رئيس جديد للبرلمان العراقي، جاء بقرار من خارج البرلمان، من زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، لمنع فوز المرشح شعلان الكريم، بحجة تمجيده لحزب البعث والرئيس السابق صدام حسين، وتسلمت المحكمة الاتحادية العليا، بعد يوم واحد من جلسة مجلس النواب، دعوى ببطلان ترشيح شعلان الكريم، قدمها النائب يوسف الكلّابي وفالح الخزعلي.موقف حزب تقدم في المقابل، قال النائب في البرلمان العراقيّ عن حزب تقدّم يحيى غازي المحمّدي لمنصة "المشهد"، إنّ "جميع الكتل السياسية تنتظر قرار المحكمة الاتحادية العليا، بعد تقديم الطعن من قبل النائب أحمد الجبوري، حول خروقات حدثت أثناء الجلسة الماضية لانتخاب رئيس البرلمان، باعتقادنا كحزب تقدم أنها خروقات جسيمة لا يسمح بها الدستور ولا القانون، منها عدم وجود الاقتراع السرّي، وإدخال مادة جديدة قبل انتخاب رئيس البرلمان".وكشف المحمدي أنّ "حزب "تقدّم"، أرسل هذه الملاحظات الجوهرية للمحكمة الاتحادية العليا، للبتّ بصحة عقد الجلسة"، مضيفًا: "بعد قرار المحكمة سنذهب إلى الخيارات الأخرى في اختيار رئيس البرلمان، لكن نحن نؤكد على أحقية الكتلة السنية الأكبر، وهي "تقدم"، في الفوز واعتماد ترشيحها من قبل الكتل الشيعية والسنية والكردية، لذلك نحن مصممون وعازمون على دعم مرحشنا شعلان الكريم، ونأمل أن تكون له الحظوظ الأكبر". الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الأغلبية في المقلب الكردستاني، قال النائب في البرلمان العراقيّ عن الحزب الديمقراطي الكردستانيّ شيروان الدبورداني لمنصة "المشهد"، إنه "بتوجيه من زعيم الحزب الديمقراطيّ الكردستانيّ مسعود بارزاني، سندعم ونصوّت لمرشح الأغلبية السنية في مجلس النوّاب، لأنّ العرف السياسيّ يؤكد أنّ هذا المنصب من حصة الأخوة السنّة، ومرشح حزب تقدم شعلان الكريم حصل على أغلبية الأصوات، لذلك سندعم من حصل على الحصة الأكبر من الكتلة السنية".وأوضح الدبورداني أنه "خلال الجولة الأولى من الجلسة، فشل المرشحون جميعًا في الحصول على النصف زائد واحد، فذهبنا إلى الجولة الثانية، وكان من المقرر أن نصوّت خلالها لمرشح حزب تقدم شعلان الكريم، لكن تم رفع الجلسة بسبب الخلاف على تعديل النظام الداخلي، ننتظر الأيام المقبلة والاتفاقات السياسية بين الأخوة السنّة، أن يكون عندهم مرشح واحد أو أن ينسحب أحد المرشحين". وبخصوص موقف الإطار التنسيقة قال الدبورداني، إنه "بالنسبة للإخوة الشيعة في الإطار التنسيقي، فهنالك خلاف في ما بين الكتل السياسية، بخصوص من يدعمون من المرشحين، ننتظر الأيام المقبلة لحسم هذا الملف، وننتظر قرار المحكمة الاتحادية لنقرر لمن سوف نصوّت".اجتماع للإطار التنسيقي على جبهة الإطار التنسيقي المتهم بتعطيل جلسة انتخاب رئيس جديد للبرلمان، قال عضو تيار الحكمة عباس غدير لمنصة "المشهد"، إنّ "القوى داخل الإطار التنسيقي ستجتمع الأحد المقبل لحسم موضوع المرشحين، حيث أصبحت المنافسة منحصرة بين مرشح حزب تقدم شعلان كريم، ومرشح تحالف السيادة سالم العيساوي، واعتقد أنّ أغلبية الكتل السياسية في الإطار التنسيقيّ ستذهب مع اختيار المرشح الذي سيحظى بأغلبية مقاعد المكوّن السني".وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد أعلنت في 14 نوفمبر 2023، إنهاء عضوية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، على خلفية دعوى قضائية رفعها ضده النائب ليث الدليمي، اتهمه فيها بتزوير استقالته من عضوية مجلس النواب، وعلى إثره قضت المحكمة الاتحادية بإنهاء عضوية الحلبوسي والدليمي.ومنذ إنهاء عضوية الحلبوسي في مجلس النواب، عقد المجلس جلسات عدة لانتخاب رئيس جديد له، إلا أنه فشل في ذلك، بسبب الخلافات بين الكتل السنية، ورفض الإطار التنسيقيّ لفوز شعلان الكريم ورفع دعوى ضده للمحكمة الاتحادية العليا. (العراق - المشهد)