توفي قبل أيام جاكوب روتشيلد رجل الأعمال البريطانيّ اليهوديّ الثريّ أحد أثرى أثرياء العالم وصاحب التصريح الشهير "عائلتي هي من أسست إسرائيل"، وكان هذا الحدث منطلق اهتمام الناشطيين على مواقع التواصل الاجتماعيّ بتاريخ هذه العائلة اليهودية، التي تعدّ من أغنى عائلات العالم وطرح الناشطون أسئلة كثيرة حولها، خصوصًا وأنّ الحدث تزامن مع تواصل الحرب الإسرائيلية على غزة، وعودة الحديث عن دولة إسرائيل، وما يقال حول نزعتها التوسعية في المنطقة وحلم اليهود بتأسيس دولة ممتدة، فأين تعيش عائلة روتشيلد صاحبة المليارات التي لا تُحصى ولا تُعدّ؟أين تعيش عائلة روتشيلد؟تعيش عائلة روتشيلد بين أوروبا وأميركا الشمالية، ويعيش عدد منها في روسيا أيضًا، فيما تتداول أخبار عن أنّ عددًا من أفرادها يعيش في جزيرة خاصة بالمحيط الهادي.من هي عائلة روتشيلد؟عائلة روتشيلد هي سلالة مصرفية مؤثرة من فرانكفورت. في الواقع، إنها واحدة من أشهر بيوت المال، وكانت في يوم من الأيام واحدة من أغنى العائلات في العالم.أسسها ماير أمشيل روتشيلد في القرن الثامن عشر، ونمت الإمبراطورية إلى مكانة بارزة في عهد أبنائه الخمسة: ناثان ماير، وجيمس ماير، وسالومون ماير، وكارل ماير، وأمشيل ماير. يعتقد ماير أمشيل أنّ إبقاء الشركة في نطاق العائلة يضمن نجاحها في المستقبل. نشأ ماير أمشيل روتشيلد (1744-1812) في شارع غودينجاسي في فرانكفورت، وهو الممر الضيق الذي كان يعيش فيه سكان المدينة اليهود البالغ عددهم 3000 نسمة.تعلّم ماير روتشيلد إدارة الأعمال في سنّ مبكّرة. كان والده، أمشيل موسى روتشيلد، يتاجر في الأقمشة الحريرية ويتبادل العملات. كانت إحدى أولى وظائف ماير، هي فرز العملات المعدنية التي تم الحصول عليها من خلال المعارض التجارية نصف السنوية في فرانكفورت، والتي جذبت المشترين والبائعين في جميع أنحاء المنطقة.توفي والداه بسبب مرض الجدري عندما كان ماير في الثانية عشرة من عمره. عاش مع أقاربه الذين أرسلوه إلى هانوفر ليتدرب مع سيمون وولف أوبنهايمر، وهو بيت مصرفيّ يهوديّ بارز. هناك، تعرّف ماير إلى التجارة الخارجية والتمويل، وتعرّف إلى العملات النادرة من أماكن مثل روما القديمة وبلاد فارس، والإمبراطورية البيزنطية. وكان جامعو هذه العملات أمراء وغيرهم من الأثرياء. كان يُطلق على الرجال اليهود الذين تعاملوا معهم اسم "يهود البلاط"، أو عوامل البلاط، ما يعني أنهم كانوا يتعاملون مع النبلاء.بدايات الإمبراطورية المصرفيةعاد ماير روتشيلد إلى فرانكفورت عام 1763 عن عمر يناهز 19 عامًا، وانضم إلى إخوته في الأعمال التجارية التي بدأها والدهم. أصبح ماير تاجر عملات نادرة، وحصل على رعاية وليّ العهد الأمير فيلهلم أمير هيسن، الذي اشترى أيضًا عملات معدنية من والد ماير. كانت هذه علاقة عمل مهمة لماير، حيث نمت لتشمل خدمات مالية أخرى، وساعدت ماير على تطوير العلاقات مع النبلاء الآخرين. في عام 1769، طلب روتشيلد من فيلهلم الحصول على لقب عامل المحكمة، أو وكيل التاج. يشير اللقب الفخريّ إلى أنّ ماير قد أدى خدمات للملوك. في عام 1770، تزوج ماير من جوتل شانبر، ابنة الصراف وعامل المحكمة. وأنجبا 5 أبناء و5بنات.قبل وفاته، ترك ماير روتشيلد تعليمات صارمة لورثته حول كيفية التعامل مع الشؤون المالية للأسرة. لقد أراد الحفاظ على الثروة داخل الأسرة، وعلى هذا النحو، حددت وصيته نظامًا صارمًا للخلافة الأبوية، حيث لا يمكن أن تمرّ المُلكية والملكية، إلا عبر خط الذكور، ويتم استبعاد أحفاد الإناث من أيّ ميراث مباشر. وكان لذلك أثر في تشجيع الزواج بين أفراد الأسرة.بين عامي 1824 و1877، كان هناك 36 زواجًا لأحفاد ماير روتشيلد الذكور. ومن بين هؤلاء 30 متزوجون داخل الأسرة. معظمهم متزوجون من أبناء العمومة من الدرجة الأولى أو الثانية. خلال هذا الوقت، فقط 4 نساء من روتشيلد ورجلان تزوجوا من شركاء لا علاقة لهم بهم.استثمارات عائلة روتشيلدقامت عائلة روتشيلد باستثمارات مربحة وطوّرت سمعة طيبة في الإدارة المالية في جميع أنحاء أوروبا. وأصبحت من رواد تطوير التمويل الدولي، وكان لها فروع في لندن وباريس وفيينا ونابولي، بالإضافة إلى موطنها الأصليّ فرانكفورت.في أوائل القرن التاسع عشر، أرسل روتشيلد أبناءه للعيش في نابولي وفيينا وباريس ولندن، بالإضافة إلى الاحتفاظ بابنه في فرانكفورت. ومع انتشار أبناء ماير روتشيلد في جميع أنحاء أوروبا، أصبحت الفروع الخمسة مرتبطة.ومن شركة صغيرة تعمل في تجارة السلع والعملات الأجنبية، طورت عائلة روتشيلد أنشطتها التجارية لتشمل:الخدمات المصرفية التجاريةالخدمات المصرفية الخاصةإدارة الأصولعمليات الدمج والاستحواذتأمينرأس المال الاستثماريالمعاشات التقاعدية والاستثماراتالديون السياديةالسلعحافظت عائلة روتشيلد على نفوذها الماليّ حتى اليوم. كما تواصل استثمارها في مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل الجسور والأنفاق والسكك الحديدية. في مرحلة موالية، تم تقسيم ثروة الأسرة بين الأحفاد والورثة على مر السنين. واليوم، تشمل ممتلكات روتشيلد عددًا من الصناعات، بما في ذلك الخدمات المالية والعقارات والتعدين والطاقة والعمل الخيري. تمتلك العائلة أيضًا أكثر من عشرة مصانع نبيذ في جميع أنحاء العالم.جدل حول دور عائلة روتشيلدساهمت عائلة روتشيلد في العديد من المجالات في المجتمع اليهوديّ، لكنّ الكثير من الكلام قيل حول الأدوار السياسية التي كانت تلعبها.قامت بتوسيع الجهود الخيرية لتشمل مجموعات سكانية أخرى في باريس ولندن. توجهت جهودها الأولى نحو المعابد اليهودية في لندن. أدى هذا إلى تشكيل الكنيس المتّحد، وهي المجموعة التي ساعدت في تبسيط أسباب المعابد الصغيرة. وفي وقت لاحق، دعم أفراد الأسرة تطوير إسرائيل وساعدوا في بناء المساكن والمباني الحكومية.تلقت مدرسة اليهود الحرة في لندن دعمًا ماليًا واسع النطاق. كما أصبحت الجهود التعليمية في النمسا وفرنسا وإسرائيل، ممكنة بفضل كرم عائلة روتشيلد. بالإضافة إلى الأموال المخصصة للتعليم، قدمت الأسرة ما يقدّر بنحو 60 ألف قطعة من الأعمال الفنية للمؤسسات العامة.قامت عائلة روتشيلد بتوسيع إنشاء الإسكان الاجتماعيّ في مدينتَي لندن وباريس، وتم إنشاء مؤسسة روتشيلد لتعزيز هذه الجهود.ويُنسب لعائلة روتشيلد أنها موّلت نقل اليهود إلى فلسطين، وموّلت كذلك العديد من الحروب، وكانت وراء صناعة رؤساء وتعيين وإقالة آخرين، لذلك لُقّبت بالعائلة "صانعة الرؤساء".(المشهد)